:للوطن

ما قلته للزميل العزيز فريد أحمد حسن في السِ�’ر أقوله له على الملأ لتسجيل موقف واضح .. فرغم شديد تقديري للأخ فريد – الذي يسبق تآخينا زمالتنا – إلا أن�’ا لا نريد رؤساء تحرير على رأس الجمعية.. وهو ما آمل من الأخ عيسى الشايجي أن يعلمه أيضاً.. فرغم الخلاف شديد العلنية بيننا إلا أني ما فتئتُ وما حييت سأكنُ�’ له كل الود والتقدير.. وله مكانة في نفسي لن ينجح – حتى هو – في ردمها.. لذا فإني آمل منه أن يكتفي بالسنوات السبع التي ترأس فيها الجمعية ويترك جمعية الصحفيين للصحفيين ليديروها ويديروا نزاعاتهم ومشاكلهم فيها -وحدهم- دونما وصاية من أحد..
قد يقول قائل.. ما الذي غي�’ر الحال؟! كنت قبلاً اليد اليمنى لرئيس الجمعية -وكان عندها رئيس تحرير أيضا- ولم تكوني ممن يرون في هذه الازدواجية بأسا.. فما الذي تغير..؟! المعسكر.. المصلحة.. الحسابات؟!

وهو سؤال -على قسوته- حقيقي ومنطقي.. والحق أني أعترف أني لم أكن أستطيع أن أرى ما كان يقول به بعض الزملاء في النقابة من تضارب المصالح بين ترؤس الجمعية والصحف في آن.. أعترف، وأعتذر، لأني كنت حينها كالمتخم الذي يحدثونه عن المعدة الخاوية..!! 
كنت فرداً من الجوقة يغمرني ظل الجماعة، ولم يكن لي أن أرى هجير الوضع خارج السرب..!!

لم أشعر حينها بكل ما يتحدث عنه الآخرون.. ولكني صُفعت بالأمر في اليوم الذي استقلت فيه من صحيفتي السابقة.. فرغم أني خرجت من هناك مع نية بالحفاظ على العلاقة الإنسانية -وإن انتفت المهنية- وإن انتفى الاثنان كنت أطمح أن لا تتأثر العلاقة داخل الجمعية بتلك الاستقالة.. إلا أن ذلك لم يكن ممكناً عملياً.. إذ اعتبرت استقالتي من الصحيفة استقالة من الجمعية أيضاً.. 

وهم�’شت على مدار تسعة أشهر كنت خلالها أسمع أخبار الجمعية من خلال الصحف ولكني -رغم ذاك- التزمت الهدوء ومارست ضبط النفس.. حتى جاء البيان ”الأعجوبة” الذي انقطعت بشفرته شعرة معاوية..

ورغم كل ما أسلفت فذلك لن يثنيني أن أقول كلمة حق في السيد عيسى الشايجي.. إنه حمل الجمعية لسنوات.. وبذل جهداً جباراً في بنائها وترسيخ مكانتها.. لقد فعل الشايجي ما عليه -وأكثر- في السنوات الماضية وحان الوقت للتنحي وإفساح المجال لدماء جديدة.. 

وما أطلبه من الزميل فريد أحمد حسن، بصفته رئيس التحرير المسؤول في الوقت، أن يفعل المثل.. فهموم رؤساء التحرير مغايرة لهموم الصحفيين.. والصحفيون بحاجة اليوم لأن يلتفوا حول كيان لا يحمل طابعاً رسمياً.. ولا تقيده اعتبارات رسمية.. الجمعية بحاجة لنهضة جديدة ولمرحلة تبنى على ما تقدم نجاحات جديدة..

إننا مؤمنون بالجمعية ككيان نلتف حوله ونلوذ به إن هبت علينا الأعاصير.. ورغم كل ما جرى ويجري في جمعية الصحفيين البحرينية من صراعات، فأنا على ثقة أننا كلنا ذاهبون وكيان الجمعية باقٍ.. 
رؤساء التحرير شريان لا تستوي المهنة دونه، ولكن الوقت قد حان لتعود جمعية الصحفيين للصحفيين..

______
هامش:
ليعذرني القراء لكتابتي عن موضوع قد لا يهم�’هم مباشرة على مدار يومين.. فلا شيء يشغل بالي الآن سواه!!