للوطن :

لم تشهد جمعية الصحفيين -في تاريخها- معركة انتخابية أشرس من تلك التي نخوضها اليوم والتي سيحسمها صندوق الاقتراع السبت القادم.. ويبدو أن المرشحين يتخندقون هاهنا في فئات أربع: فئة تجاهد للحفاظ على الجمعية التي أطبقت عليها منذ 8 سنوات.. وفئة تحمل قناعة بأن أوان التغيير قد أزف، وأن التغيير ضرورة لا ترف.. وفئة ثالثة تحاول التمصلح من صراع الفئتين السالفتين؛ ورابعة ”أُقحمت” في خضم هذا الصراع!!
وذلك -في ذاته- لا يُضير التنافس الانتخابي بل يُحفزه ويُثريه.. فلا ضير في تعدد المتنافسين (الذين وصلوا أمس لـ 22 متنافساً)، كما ولا ضرر ولا ضرار من التحشيد والاستقطاب والتحالفات المشروعة.. إنما العلة هي في الأساليب -التي أقل ما تُوصف به أنها ملتوية- التي باتت تستخدم في ذاك الصراع.. والتي بلغت مداها في الأيام الماضية واتخذت -للأسف- منحنى طائفيا كنا نربأ بالزملاء عن انتهاجه..!!

طلائع تلك المؤامرة بدأت قبل أسابيع.. عندما أطلق أحدهم بياناً نثر فيه مزاعم بوجود مطالبات بتحويل الجمعية لجمعية شيعية، وأشار البيان -مباشرة- إلى محدثتكم، داعياً لتسليم قيادة الجمعية لها ولبعض زملائها!! البيان في ظاهره يناصرنا.. ولكنه في سياقه العام يضربنا بخبث بأسلوب تعودناه من أحد الزملاء..! 

إسفاف القول وسذاجته؛ ألزمنا تجاهله ومعالجته بالصمت.. لأن ”اللعبة” كانت هنا شديدة الجلاء؛ خاصة وأن كثيرا من الزملاء في الوسط الصحافي ميزوا منذ السطور الأولى أسلوب كتابة زميلنا السابق وكشفوا مخططه الفذ�’.. ولم نعتقد -وقتها على الأقل- أن الأسطورة ستنطلي على أحد؛ ولكنها انطلت؛ واستخدمت تلك الأهزوجة للتحشيد ضدنا على مستويات عالية!! بل وأضيفت لها مؤخراً شائعة أننا مدفوعون من جمعية الوفاق الإسلامية لخطف الجمعية (!!!!!!!!!!)، وقريباً جداً سيقول قائل إن حزب الله اللبناني هو من يدفع بمرشحي قائمتنا للواجهة!!!

الضغط امتد من إدارات الصحف للصحافيين.. وامتد للمرشحين بغية تحويل مواقفهم.. وهناك سعي حثيث لتخويف حتى المسؤولين من مغبة فوز بعضنا.. فبعد أن استأثر البعض بالجمعية سنين، صاروا يتعاملون معها وكأنها ملك خاص.. تركة يتوارثونها جيلاً بعد جيل.. وللحفاظ عليها، هم على استعداد لاستخدام كل الأوراق.. كل الألاعيب.. كل الوسائل، بما فيها مد�’ اليد للغرماء وترغيب من همشوا بالأمس..!! 

وسط كل هذا كنت وزملائي أمام خيارين:
إما البدء بحياكة الشائعات المضادة وغزل الأوهام والانخراط في المؤامرات.. أو التصرف باستقامة ونزاهة وعدم الانجرار لهذا الجنون.. وإن كان ثمة شعار لكل حملة، فالشعار الذي رفعته هو ”خسارة نظيفة.. ولا فوز قذر”، وهو شعار لاشك سيروق لباقي الزملاء الصحافيين الذين ملوا الدسائس وملوا هيمنة الشللية وجو المؤامرات الذي سيطر على وسطنا الصحافي..

المعركة لن تكون سهلة.. وبعض الإخوة لم يوفروا -لليوم- وسيلة ولا منهاجا، بما في ذلك تسجيل أعضاء بالجملة وبشكل غير قانوني أحياناً بعيدا عن ناظر لجنة العضوية.. ولازلنا لليوم -وما يفصلنا عن الانتخابات سوى 3 أيام- نجهل العدد الفعلي لأعضاء الجمعية بعد ما طرأ عليه من قصٍ�’ ولزق!!

المعركة لن تكون سهلة نقول؛ ولسنا نكتب هنا لنزكي أحداً، إنما لنقول لزملائنا الصحافيين والزملاء في وزارة الإعلام: ألزموا أنفسكم بما تطالبون به الناس.. اختاروا الشخص الأفضل ولا تجاملوا -في مسؤولية صوتكم- أحداً.. 
كإعلاميين لطالما رجمنا مبدأ الانتخاب على أسس طائفية واعتبارات فئوية.. فلا نستنسخن�’ الآن الأخطاء التي لطالما نهينا عنها.. 
يتبع..