:للوطن

الغوص في وحل الحياة السفلية في البحرين ليس بالأمر الذي يرغب فيه أحد بيد أننا مطالبون بالتمرد على خنوعنا وصمتنا حيال ما يجري.. مطالبون بالتمرد على رضانا وتآلفنا غير المبرر مع هذه الأوضاع المختلة؛ وعليه نتم رحلة تفكيكنا لعناصر هذه الحياة من حيث ما انتهينا بالأمس.
كيف صرنا قبلةً لطالبي المتعة الرخيصة.. ؟!

في دراسة أجرتها جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، تمكن فريق البحث من رصد المسجلين في الموقع ”طالبي الدعارة” من البحرين وحدها وكان الرقم المسجل بين من يطلب الدعارة ومن يعرضها هو 13539 شخصاً في البحرين وحدها، وهو رقم يزيد بمعدل 1200 شخص كل يومين!

وكما يوجد على الشبكة العنكبوتية 50 موقعاً على الأقل تعرض إعلانات عن الدعارة في البحرين مذيلةً بأسماء المناطق والقرى البحرينية وفيها صور – جلها لجنسيات عربية يدعين أنهن مواطنات- وهناك من يقف في ردهات شارع المعارض عارضاً ألبومات لعاهرات من جميع الجنسيات؛ كثيرات منهن بحرينيات للأسف؛ منهن من يمتهن للحاجة القسرية التي تفرضها الأوضاع المعيشية المتردية، ولكن كثيرات يفعلن ذلك لإشباع الشره للمال وحباً في الحياة الصاخبة لا أكثر.. والحانات والمراقص ملأى بالنساء والفتيات القاصرات اللواتي يسلكن هذا الدرب لشراء كماليات يجارين بها الضغط الاجتماعي والهوس الاستهلاكي في المجتمع. والفنادق والديسكوات والمقاهي المشبوهة ترحب بالصغيرات وتحتفي بهن أيضاً، وكثير من تلك المحال تجبر الفتيات على التواجد في المقهى أو الديسكو كوسيلة لاستدرار الزبائن لكونهن ”مطلوبات” أكثر من ”المخضرمات”؛ وهو وضع مدمٍ ربما سنتوسع في تفاصيله لاحقاً.

في كل الدول هناك دعارة – بلا شك- ولكنها ليست بهذه الوفرة والعلنية حتى ليكاد المرء يظن أنها مباحة قانوناً لفرط علنيتها.!
علماً أن كثرة العرض هذه أوجبت رخص الطلب. لذا فإن أي تلميذ يستطيع بدنانير، دنانير لا تتجاوز أحياناً الـ 3 أو الـ 10 دنانير، أن يحظى بفرصة ممارسة الرذيلة.. فأي مجتمع هذا الذي ستقوم له قائمة وطلاب المدارس فيه قادرون على شراء المتعة الرخيصة بمصروفهم الأسبوعي!

المثليون.. ويل لنا من غضب الله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من معالم الحياة السفلية البغيضة التي تعيشها البلاد هي وفرة المثليين والشواذ.. وتعرفون جميعاً أن هذا الفعل هو الوحيد الذي يهتز لفُحشه عرش الرحمن.. أقوام عدة استحقت سخط الله لتماهيها مع هذا الفعل الشنيع.. حتى المتدينون من المسيحيين يؤمنون بذلك ويعزون ما يصيب دولهم من كوارث طبيعية وزلازل لتسامح أنظمتهم مع المثليين.. وهؤلاء في البحرين متوفرون وأرخص ثمناً من شقيقاتهن الداعرات وهم يقدمون الفاحشة المريضة لطالبيها من خلال صالونات المساج وغرف مؤجرة في بعض الفنادق ”نملك أسماء سبع منها حالياً”، بل وفي الحوط وأشهرها الحوطة المظلمة شمال السوق المركزي القديم غرب البلدية التي هي موقع شهير يتمركز فيه هؤلاء بدءا من التاسعة ليلا ومنذ سنوات من دون أن يتصدى لهم أحد.!

قد يقول قائل ربما لا يدخل الشذوذ في جادة التجريم وهذا صحيح وهو خلل تشريعي يجب أن يتصدى أحد له.. ولكن حتى مع غياب نص صريح لتجريم الشذوذ، هناك نصوص يمكن الاستعانة بها للتخلص من هؤلاء لاسيما الأجانب الذين يتشبه الكثير منهم بالنساء ويلبس ويتمايل مثلهن.. وهو ما يمكن اعتباره -وفقاً لما أفادنا به أحد المحامين – كـ”تحريض على الفسق والفجور”.
ولو أُريد تطهير المجتمع من هؤلاء الأجانب الذين أشاعوا هذه الفاحشة بين شبابنا لتأتى لهم ذلك، ولكن الجدية ليست موجودة: وهناك من يرتضي هذا الحال وقد يروق له استمراره.

يتبع ..