:للوطن

سعر برميل النفط وصل اليوم إلى 127 دولاراً
ما شاء الله.. ما شاء الله.. الله يزيد ويبارك.. 
ذلك يعني أن موازنتنا للعام 2008 – التي بُنيت على أساس أن سعر البرميل سيراوح الـ40 دولاراً- ستشهد وفورات قياسية.. وفورات ستتخطى وفورات موازنة العام الماضي البالغة 5.4 مليار دولار والتي يُقال -على ذمة الرواة – أن هناك 2.7 مليار دولار إضافية خارج الفائض المعلن يمكن رصدها بحسبان قيمة الـ188 ألف برميل التي تنتجها البحرين يومياً من حقلي البحرين وبوسعفة وضربها في سعر البرميل المتصاعد.. 
هذا العام ستكون الوفورات أكبر حتماً؛ وهناك تكهنات تشير لأن سعر البرميل سيصل لـ200 دولار مع نهاية العام.
تتساءلون : وما علاقة ذلك بعيسى غريب؟! ومن هو عيسى غريب أساساً!! 

دعوني أخبركم بقصة عيسى غريب..
عيسى مواطن عادي ما من فرق جوهري بينه وبين سواه من أرباب الأسر المتواضعة.. الفرق الأوحد بينه وبينهم أنه يملك العزيمة؛ ويؤمن أن المرء يجب أن لا يرثي واقعه بل عليه أن يجاهد لتغييره.. لذا فإنه لما وجد أن أوان استلامه لقرض الإسكان قد أزف، ووجد أنه – كما الآلاف ممن هم مثله – سيحصلون على قرض لا يشتري لهم ”حوطة” ناهيكم عن منزل لائق يسد رمق أسرة تنتظر ملاذاً منذ سنوات.. عندها قرر التحرك. 
جمع عيسى لفيفاً من صحبه المسكونين بالهم ذاته وشكلوا لجنة مقرها مقهى الحي وأسموها ” اللجنة الشعبية للمطالبة بزيادة القروض الإسكانية ” هذه اللجنة تحركت بمهنية عالية لاستنهاض ذوي القرار لرفع سقف القروض بما يتواءم وسوق العقار.. جمعوا العرائض ونظموا الاعتصامات السلمية المرخصة ووجهوا منشدات متلاحقة للقيادة واستعانوا بالصحف ونشروا عشرات اللقاءات والبيانات.. كما وطرقوا أبواب النواب حتى تبنى النائب جواد فيروز مشكوراً ملفهم، وحمله بدوره لوزير الإسكان مراراً..
هذه اللجنة عملت رغم التثبيطات والاحباطات. ورغم أن الجميع أشار عليهم بالاستسلام فانهم قرروا نر التذمر ” الذي بات سمة لصيقة بالشخصية البحرينية بالمناسبة” والاستعاضة عنه بالتحرك الإيجابي. وقد أثمرت جهودهم بالفعل عن القرار السامي لرئيس مجلس الوزراء بزيادة القروض الإسكانية من 40 ألفاً لـ60 ألفاً مع تمديد فترة السداد.. ولكن.. أقرت هذه الزيادة ابتداء من الموازنة المقبلة 2009-,2010 ما يعني ببساطة، أن عيسى وكل من عملوا بتفان معه من أجل هذه الغاية سيحرمون من هذه الزيادة ملياً!!
ستتساءلون مجدداً.. وما علاقة ذلك بمستهل المقال من حديث مسهب عن الوفورات النفطية؟!
وهنا نقول: إن لم توجه هذه الوفورات غير المسبوقة لطمر المشكلة الإسكانية.. فمتى إذن؟! وإن كانت هذه الوفرة لن تجمد التذرع بـ”نقص الميزانية”.. فماذا إذن؟! 
إن أملنا في الحكومة وفي مقام رئيس الوزراء كبير في أن يوجه لصرف هذه الوفورات والفوائض بحكمة وكياسة لحلحلة الملف الإسكاني الذي يؤرق البحرينيين – كل البحرينيين – على أن تكون الانطلاقة من هؤلاء الذين انهارت أحلامهم وخرجوا صفر اليدين؛ رغم عملهم المستميت.