:للوطن

ماذا جرى أمس في الفاتح ؟! كيف تمظهر الشيخ العقلاني الذي راهنا على اعتداله وحكمته بهيئة قائد عسكري يُهدد ويتوعد ويُحرض وينثر الاتهامات وهو الذي جاء على متن تجمع ولد للتهدئة والتقريب !!

عندما أعلن عن تجمع ” لنا مطالب” شاركنا وحشدنا للمشاركة لنقول أننا نتكاتف ونتعاضد في مطالبنا المشروعة لنفاجأ بخطاب مر�’ مرور الكرام على المطالب المعيشية التي فجرت محنتنا اليوم ليركز بعدها على جل�’د واستفزاز الآخر !!

صدمتنا يا شيخ وما كان هذا العشم !!

هل يمكن قراءة دعوتك لفض اعتصام اللؤلؤ وأقتبس” اليوم قبل الغد” إلا من زاوية أنها تصريح باللجوء للقوة وسفك الدماء والاعتداء على العز�’ل ؟! وهل يسمي نفيك أن يكون التجمع ” تعبيراً سليماً” إلا بالتدليس ووصفك لما يجري “بالإرباك السياسي المتوقع من أحد أطراف اللعبة” إلا تسطيحاً غير مقبول لما يجري في البلاد ! وكيف تصور مشاركة المعلمين والطلبة في الاعتصامات والإضرابات بأنها أمرٌ نك�’ر وأنتم من شارك في حراك الخمسينات والسبعينات التي ما غذاها إلا الطلبة والمعلمين ؟

وما قصة الإتهامات المبتذلة على شاكلة أن المعارضة “تمارس الترهيب والابتزاز” وما هي “أعمال العنف في المدارس ومواقع العمل” ومن تعرض بالضبط “للتهديد بالاعتداء البدني إن لم يوقع على العرائض”.. ؟! هل أحُل التلفيق واتهام الناس بالباطل في الإسلام ولم يخبرني أحد ؟!

صدمتنا يا شيخ وما كان هذا العشم بك !!

بالطبع أدين لك بالشكر على أمر وحيد، أنك استللت البسمة مني في غمرة الإحباط والصدمة لما دعوت لشهداء حركة 14 فبراير ولقوات الشغب في آن فذكرتني بقول البسطاء في مصر ” لما سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين” مساوين في السيادة بين الجلاد والضحية لتجنب اتخاذ موقف (:

لقد أغضبت وخذلت الناس أمس ولم تكن تُشبه نفسك أمس ! واليوم أما أن تكون جزءاً من المشكلة أو أن تكون جزءاً من الحل ونحن نريدك عوناً لا فرعوناً سيما أن إجهاض المطالب الديمقراطية وعرقلة التغيير الإيجابي لا يخدم أحداً.. ولن نلزمك ختاماً بأكثر مما ألزمت به نفسك لما تحدثت عن “منع الاحتقان الطائفي” و “الدعوة للتعايش واحترام الآخر” وندعو الله أن تكون تلك مجرد كبوة لا تتبعها كبوات..