:للوطن
في 1982 وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي استمرت 36 ساعة متواصلة وسفكت دماء ما قُدر بـ3 آلاف لبناني وفلسطيني ، كل ذنبهم أنهم مسلمون، على يد أسرائليين والكتائب اللبنانية “المسيحية”.. بعد 26 عاماً من تلك المذبحة الدموية سُأل أحد قادة الكتائب كيف استطعت أن تقتل أبناء جلدتك وكيف لم تردعك صرخات الأطفال ودموع الأبرياء ؟ فقال بأنه ” لم يعلم فالكراهية التي أعمت عينيه جعلته يشعر – حينها- بالنشوة والفخر لما ألحقه بهم من أذى ولكن أحاسيس مؤلمة أخرى طاردته –وحطمته- طوال عمره بعدها !!
ذاك نموذج تقليدي بما تعارف على تسميته “بجرائم الكراهية” التي يخلقها ترسيخ التنافس الاستحواذي بين الـ” نحن” والـ” هم”.. المجازر التي عرفتها يوغسلافيا بين الصرب والبوسنة تندرج تحت البند ذاته.. وما حدث في العراق بين العامين 2006 -2009 حيث يُقتل المرء ويُفجر بسبب مذهبه نموذج إضافي في مجتمعً عُرف بتواده وتعايشه وتصاهره حتى سرت الكراهية فهدمت كل جميل !
ها ما نخشاه في البحرين اليوم – لا البطش ولا الدبابات – فبوجود من يقذفون الكراهية من أفواههم كالحمم، وبوجود إعلام رسمي مستميت لإثارة الفتنة وشحن القلوب؛ لا شك أن الخطر قائم.. ومشكلة الكراهية أنها بدائية – كالجوع تماماً-.. لحوحة لجوجة لا تفرق بين الجاهل والمثقف.. والكراهية سم�’ خبيث يأكل الإنسان من الداخل ويتركه نصف إنسان ونصف وحش !
ما حدث في مدينة حمد كان جريمة كراهية، وما حدث في البسيتنن جريمة كراهية، والشابة التي استطاعت أن تدهس أجساد حية ” وُجلنا يعجز حتى عن دهس قطة” ما فعلت إلا مدفوعة بنوبة كراهية..ومن لسان حالهم “هم” و” نحن” مسكونون بالنزعة ذاتها. والمشكلة أن الخصومة بين السلطة ومعارضيها تدفنها الإصلاحات أما الخصومة بين الطوائف فنار لا تترك الدار إلا رماداً..
حفظ الله البحرين وأهلها من الكراهية، ومن سعار الهوس بإلغاء الآخر الذي ينتهي.. بإلغاء كل شيء.