.. للوطن:كان يقول الثائر الفرنسي والمحامي الشهير جورج جاك دانتون مقولته الخالده “الثورة تأكل اولادها” وهو يقف على شرفة إعدامه، وبعد ان حان دوره في عملية حصد الغرماء في سباق المغانم لمرحلة ما بعد الثورة.. وتجسدت قصة العداء الكبير بينه وبين صديقه إبان روبسبيير الذي تولى السلطة حينها احباط للثوار في تاريخ الثورات المتلاحقة, كان دانتون وروبسبيير شريكا الجهاد وثائران حلماً بالجمهورية الفرنسية حتى باتت واقعاً ولكنهما لم يعيشا الحلم بسلام..

نفذ حكم الاعدام في دانتون بالمقصلة -الإختراع الجديد الذي صنع لإعدام العائلة المالكة فكان مصير المطالبين به من الثوار- وكان دانتون يردد “من السهل ان تبتدئ الثورات ولكن من الصعب ان تنهيها بسلام”. في بلداننا العربية .. يطبق اليوم ما كان يقوله دانتون .. بعد ان كانت الثورات تقوم على تطبيق شعار “كرامة، حرية، عدالة اجتماعية”.. صار حصد الثوار مابعد مرحلة الثورة.. هو الشعار الأبرز..

تونس.. وهي شرارة الثورات العربية، يشكو الثوار أن لا تغيير يحدث على مستوى مضايقتهم وحبسهم والتضييق عليهم وحتى تعذيبهم بوحشية، لينسى دورهم الهام في الاطاحة بالحكم ليصبح الحكم كعكة المتربصين.. في مصر اليوم هناك عشرات الثوار الذين ظنوا أنه بزوال حكم مبارك سيعيشوا في دولة تقدرهم، لم يحلموا بالسلطة معتقدين أن مجرد الثورة تضع نقاطاً على حروفها.. ولكن ها هو القاضي بعد الثورة يؤيد حبس احمد ماهر ومحمد عادل واحمد دومة ما يطلق عليهم بشباب الثورة، ودومة الذي اعتقل في عهد مبارك ومرسي ها هو يهتف ضد حكم العسكر، والتي أتوقع إعلان فصيح بإستئنافه معارضة الحكم القادم.. في ليبيا وضع مختلف.. حتى أني أوشك على تصديق مزاعم القذافي في استهدافها، أتوقع لهذا البلد النفطي أن يمزق ويفتت ويتم تقسيمه الى دويلات تحكمها القبائل.. الثورة تأكل اولادها .. فما بال وهي ثورة عربية !!