للقلب والروح :

(1)
امنحيني فرصة. 
أعرف أني شرخت روحك بإهمالي. ورقصت بأنانية على أشلاء كرامتك.. أعرف أنك تعطرت منتظرة حواسي التي مالت لعبق سواك.. لا أملك مبررات كثيرة فقط أريد فرصة.. لأعوضك بها عن “ولدنتي’’ وشقائي وإهمالي.. عن كل الدموع التي حفرت أخاديدها على مشاعرك قبل خدك.. لأمسح الضجر الذي استوطن زواجنا كالنمل الأبيض.. 

فرصة واحدة لا أكثر.. 
لأفعل كل ما منعني غبائي وتعطشي للسلطة والمال عن فعله، صدقيني مشهد أشلاء علاقتنا المسجاة أمامي أيقظني.. وأطمع منك اليوم… في فرصة.. 
 ما بيننا احتضر؛ وانتقل إلى جوار الماضي.. اسمك ارتبط بالألم ورائحتك ارتبطت بالخيانة.. حتى صوتك الذي كان بالنسبة لي مطراً؛ صار زنجيراً يجلد سمعي.. أسامحك ولكن أرحل.. فلا فرص لك عندي.. 
(2)
 لا تشيحي بوجهك يا أمي.. لم أعهد منك القسوة وأنت الحنان على قدمين.. ربما لم أقلها لك مؤخراً ولكني أحبك بشدة.. بشدة.. كل ما في الأمر أن انتقالك لبيت أختي صعب علي زيارتك. وعندما كنت تتصلين كنت أخطط لمعاودة الاتصال بك بعد العمل ولكنك تنامين مبكرا.. أقسم أني كنت أنوي كل جمعة زيارتك ولكنها إجازتي الوحيدة؛ وقلما كنت أستطيع النهوض من مخدعي..
لا تعذبيني بسكوتك.. ولا تحقدي علي.. عندما أخبروني بوضعك الحرج كنت أنوي القدوم من المطار للمشفى مباشرة ولكن حرارة رنا كانت مرتفعة. صدقيني. لماذا لا تصدقيني.. 
 ليكن إيمانك بالله قويا يا رجل؛ لا يصح الانتحاب عند القبور هداك الله.. ادعو للفقيدة بالرحمة..
(3)
– تغيرت كثيرا؛ ولكنك مازلت كما كنت ملاكا باسما.. أتصدقين أني لم أكن سعيداً إلا معك.. كنت السديم الذي أتكور تحته كلما اشتد الهجير.. كنت هناك عندما أطلقت مشروعي الأول تعاضدينني، وكنت هناك عندما فشل مشروعي الأول.. تواسينني.. كان قلبك الأبيض وسادتي.. وكنت أتلحف بدفء صوتك لأنام.. سأسر لك بسر جثم على صدري سنين؛ أتذكرين عندما قلت لك إني لست مستعداً للزواج؛ وبكيت.. كنت أكذب عليك؛ أوهمتني سذاجتي أني سأجد من هي أجمل وأفضل منك.. خانني العمر يا ملاكي.. مرت السنوات؛ ومازلت أبحث عنك بين الأخريات..
 أهذا أنت؟ كنت أتساءل من هو صاحب الشعر الرمادي الذي يحدق بي!!.
 نعم أنا.. كنت أحدق بك وأتساءل.. متى أنجبت كل هؤلاء!!.
(4)
– لا أذكر لماذا تخاصمنا؛ ولكني أذكر طفولتنا.. أذكر أختي الشقية التي كانت تقلدني في كل شيء.. أشتاق لك أحيانا ولكني عاجزة عن تجاوز إهانتك العلنية لي.. لا حق لك أن تلوميني لأني لم أعزك في وفاة زوجك فأنت قبلها لم تزوريني عندما ولدت ’’طارق’’ وجعلتني مضغة في أفواه الشامتين.. 
ألمحك من بعيد وأتمنى أن أقترب.. ولكن آلاف المواقف الصغيرة تصطف بيننا كجيش مدجج بعلامات التعجب والاستفهام..
من يصدق..؟!
8 سنوات من القطيعة مرت كالشتاء.. زال فيها الغضب والأحقاد.. وكل المشاعر..
أتمنى فرصة ثانية لنكون أخوات.. ولكن ما بيننا سد عالٍ لن تدكه الأماني..
(5)
– «وَلَو�’ تَرَى إِذِ ال�’مُج�’رِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِم�’ عِن�’دَ رَبِ�’هِم�’ رَبَ�’نَا أَب�’صَر�’نَا وَسَمِع�’نَا فَار�’جِع�’نَا نَع�’مَل�’ صَالِحاً إِنَ�’ا مُوقِنُونَ» السجدة: 12.
– «قَالَ كَذَلِكَ أَتَت�’كَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ ال�’يَو�’مَ تُنسَى». طه: 126

 رحيق الكلام
تمنحنا الحياة فرصاً عديدة.. ولكنها ليست مطلقة.. 
تمر بنا يوميا قوافل من الفرص:
لننقذ ما بالإمكان إنقاذه.. لنبني حياة تنتظر أن نعيشها.. لنرد جمايل ونرتق علاقات ونكافئ أصدقاء.. ولنزرع ولننير ولنطير ولنصافح..
وهناك دوما فرصة أخيرة تأتي دون موعد.. 
فلا.. لا.. تنتظروها..