- للقلب والروح:ميم: أين دُفنت السعادة؟
لام: الجائع سعادته في الخبز.. و”الحافي” سعادته في حذاء.. والمريض سعادته في ليلة لا يوقظه فيها الألم.. والمليونير العقيم سعادته في طفل.. وسعادة ”أبو البنات” في ولد.. أما المستوحد فسعادته في حبيب..
ميم: أتقصدين أن سعادة الإنسان هي فيما لا يملك!!
لام: هي إحدى مهازل العقل البشري وألاعيبه الشقية: يصور السعادة للمرء دوما فيما لا يملك؛ فإن حازه أغراه بسواه..!! فتضحي الحياة بأكملها دوامة مضنية خاوية؛ للبحث عما هو ناقص..
أين السعادة تسألين؟ هي في الرضا، في سرقة لحظات الفرح الصغيرة من الحياة الجافة.. في تتبُع مواطن الجمال والقبض على التفاصيل والإيمان.. بالقدر..
(2)
ميم: من هو الإنسان العظيم؟
لام: من يكافح ليشرف وطنه ويحميه عظيم.. ومن يكافح للإنسانية والفكر والإصلاح عظيم.. من يكافح لتربية أبنائه -بشرف واستقامة- عظيم.. من يعيش لهدف أكبر من ذاته؛ عظيم.. ومن يكافح ليبقى في جادة الصالحين ولا ينزلق لخندق الفاسدين ويزيد هذا العالم فسادا؛ عظيم..
كثيرٌ ممن حولنا يا ”ميم” عظماء دون أن ندري، ودون أن يدروا هم بذلك..!!
(3)
ميم: كيف نميز المحب؟
لام: الحب ينمل حلمات الإحساس فلا تعود الصفعة توجع.. وتنخفض حرارة الشمس بضع درجات مئوية عند المحب عن سواه ويبدو هجير الحياة أخف وطأة..!! فالحب يا عزيزتي أفيون طبيعي لا يمنعه قانون ولا شريعة ولا.. طبيب.. فإن وقفت يوما في قلب زحام مروري خانق ووجدت الكل يزمجر غضبا وأحدهم مبتسم.. فأعلمي أنه يحب..!!
ميم: كيف؛ ونصف المحبين يعيشون كآبة حد الوجع!!
لام: هذا لأنهم منحوا عرش قلوبهم لمن لا يستحق؛ وسلموا الصولجان لسفيه؛ وفرشوا بساط القلب لمن لا يعرف قيمته.. هؤلاء لا يعيشون الحب؛ بل وهمه أو ظله..
ميم: كيف نميز الحب إذن من ظله ووهمه؟
لام: بسيطة؛ الحب يعطيك سببا للاستيقاظ صباحا والاحتفاء بالحياة..
ووهم الحب يجعلكِ أسيرة الفراش لا تريدين مبارحته ولا مواجهة المرآة..!!
الحب يعطيك طاقة.. ووهم الحب يسلب طاقتك..
الحب يجعلك إنساناً أكبر ووهم الحب.. يُقزمك..
(4)
ميم: من هو الضعيف؟
لام: من يحيا في الماضي ويترك اليوم يمضى والغد يغادر.. من يرتدي أخطاء الأمس ويجلد نفسه بسياط الرثاء الأجوف على نفسه ويلبس قيوداً صنعها -بنفسه- لنفسه.. الضعيف هو من يرى الحياة والفرص والأحداث والمغامرات تمر أمام؛ فلا يقفز لالتقاط ما يمكن التقاطه..!!
ميم: ومن هو القوي إذن؟
لام: من يسقط ويجرح ركبتيه ولا يتوقف حتى يداويها؛ ليقطع الطريق في وجه الألم الذي يقف حائرا عاجزا عن أن يشله.. القوي من يخرج لسانه في وجه السقطات والعقبات ليُغيظها.. ولا يسمح لركبتيه المجروحتين أن يعيقا مشواره بل يبلع الألم ويمشي.. بكبرياء؛ متحديا قسوة الحياة ومرارتها..
(5)
ميم: من هم الحمقى؟
لام: «الَذِينَ ضَلَ سَعيُهُم فِي الحَيَاةِ الدُنيَا وَهُم يَحسَبُونَ أَنَهُم يُحسِنُونَ صُنعًا». [الكهف:104]
ميم: ومن هم السذج إذن؟
لام:.. الذين لا يعرفون متى يصمتون يا عزيزتي!!
..