للقلب والروح:في هذه الأيام قبل سنين ..
كنا نترقب وصول فستان العيد..
كان الفستان .. أهم ” مهام” رمضان
قبل العيد بأسابيع كنا نحلم بشكله ..
نخطط للونه وتفاصيله الصغيرة
نذرع السوق الحارة لساعات بحثاً عن القماش الموعود
و” نترجى ” خياط الحي لـ” يجهزه ” في معاده
نقيسه عدة مرات .. نعدله مرات ومرات 
وعشية وصوله نفرش له أوسع زاوية من الخزانة ..
نعد الأيام لنلبسه.. لنتباهى به  
كان الفستان – عادةً – ثقيلاً
مطرزاً بزهو الطفولة وبكلفً صاخبة كسوق شعبي في بغداد

اليوم..
نشتري فستان العيد ليلة العيد أو ننسى أن نشتريه ..
فكل مصممي العالم عقموا عن حبك فستان يهز مشاعري كما كنت تفعل يا فستان العيد

هذا العيد أريد فستاناً يشعرني بأن الأعوام .. لم تهرب

*******

(2)

مكالماتنا التي كانت طوفان مشاعر ،،

تحولت لكرة جليد تزداد ضخامة مع كل تحية فارغة ،،
كرة جليد من حديد .. 
تتدحرج على جسدي..
تسحق عظام صبري ،،
أسألت نفسك يوماً :
 لماذا نكذب؟
وعلى من نكذب ؟
لا يتحول الأحبه لأصدقاء عندما يموت الحب
خصوصا ان كان احدهما.. هو القاتل

هذا العيد .. لا تتصل بي..

*******

(3)


مذ كنت في الخامسة من عمري كانت خالتي الكبيرة تعطيني ديناراً !
دينار لامع جديد .. لم تبهت ألوانه ولم تجعده يد أحد ..
كان الدينار يشتري لي كل ما أريد .. كل أحلامي ويزيد 
بلغت العاشرة وفقد الدينار قيمته ..
أو ربما.. كبرت أحلامي على الدينار اللامع
ولكن خالتي العزيزة – لا تعترف بالتضخم – فظلت تعايدني بدينار ..!
كبرت ولم يكبر الدينار ..
أعلنت منذ دخولي الجامعة أني ” لا أستلم عيديات” 
وبدأت أشتري قبلات الصغار بعيدياتي 
ولكن خالتي لم تعترف يوماً بعنجهيتي وظلت .. تعطيني الدينار 
ربما لتذكرني .. أو لكي لا أنسى
والآن وقد باعدتني الخطى ..
أشعر بالغصة كلما ذكرت .. وكلما نسيت
هذا العيد .. أريد الدينار اللامع

*******

(4)

كنت أرى في العيد كل من لا أراهم طيلة العام ..
نرى مواليد العائلة الجدد ..
وفي كل عيد.. كان هناك فرد جديد يكبر ليصغر معه البيت القديم
كان بيتنا ذاك مسليا بلا تلفاز..
كان هناك دوماً ” أكشن ” من نوع ما في كل لحظة تعبر وتنطبع ..
هي تتعمد أغاضة كنتها .. وهي تثير حرب باردة بمقارنة ” بنتها” بـ” أبنتها”
تفرط هذه بتملق تلك .. تفرط تلك بإحباط تلك 
يجادل هذا أخيه فيشتعلان ..
ويظن الواحد منا أنهما سيقتتلان ثم.. يقهقهان وكأن الدنيا مدت أصابعها ودغدغتهما !
كنا نشرب العصير من العلبة 
ونتموضع ” ولا نتزحزح” وقت الغداء لنحجز ” مواقعنا”
كنا نتراقص في بهو البيت المفتوح على السماء
نتراكض حول شجرة اللوز التي كانت تراقبنا بهدوء
وتتوسطنا بوقار وكأنها .. كبيرة العائلة ..
اليوم.. يعتصم كل منا في العيد في منزله الفخم
يصب العصير في كؤوس كريستال 
نعد لهم متكئا على مقاعدنا الوفيرة ولكن الأحبة .. قلما يزورون 
هذا العيد .. أُريد عيداً ..