للقلب والروح: الدقيقة الأولى :
سأشتري تذكرة ذهاب بلا عودة لقلبك ..
ما جدوى كل هذا الرحيل ؟
هجرتك لأكون أسعد ..
حتى اكتشفت ..
أن بالبُعد عنك – أيها العاجز عن منحي السعادة التي لها أتوق..
يلبسني الحزن ..!
****
الدقيقة الثانية :
لا تعايره بأخطائي يا هذا..
إلا لو كنت المسيح..
أو نبياً من الأنبياء أو تحققت أني من نسل أبليس !
لا تمثل علي القداسة فخبرتي تقول :
أن من يتلبس دور الإله ويحاكم البشر يكون –عادةً- ما يكون بالخطيئة مغموس !
لا يتعلم البشر من نجاحاتهم شيئا ..
كل ما تعلموه جاء من أخطائهم ..
خذ بضاعتك وبع الفضيلة على غيري..
فأنا أحب كل عيوبي وكل زلاتي ،،
****
الدقيقة الثالثة :
لا تسألني لماذا أرفض الإنجاب !
أتساءلت يوماً: لماذا لا تبني العصافير أعشاشا في قفصها ؟
ولماذا لا تتناسل “طيور الحب” خلف القضبان ؟
لأنها تريد لصغارها الحرية ..
لا تريدهم أن يولدوا أسرى .. لأحد..
****
الدقيقة الرابعة :
سأرحل من هذه الشقة غداً..
انتهى عقد إيجاري مع هذه الحياة ..
كما أني كرهت هذه الجدارن ..
والأسرار والأحلام والخيبات التي سمعتها هذه الجدران..
قريبا ستختفي كل أشيائي من هذا المكان..
حتى رائحتي ستتلاشى .. ولن يعود لعبقها مكان..
كم هي قاسية صداقة الجدران..
تنساك سريعا.. وتتركك لذكرياتها أسيراً !
****
الدقيقة الخامسة :
لماذا أنجبتموهم ؟
أن كنتم تكرهون صراخهم !
وتستاءون من أزيز ألعابهم !
وتكرهون أن يحركوا الأثاث..
إن كنتم تكرهون فضول الأطفال ولا تحتملون شقاوتهم !
لم – بحق الإله- أنجبتموهم ؟
وأتيتم بي من أرضي البعيدة لأقضى معهم كل ساعات يقظتهم !
تعتقدون أني اعتني بهم من أجل تلك الدراهم ؟
لا.. بل هي شفقتي عليهم من أبوين يعتبران الإنجاب :
واجباً اجتماعيا !
****
الدقيقة السادسة :
لا أريدك أن تكون هادئا مثلي..
ولا حالماً مثلي..
لا أريدك أن تكون ترفاً مثلي ..
ولا تحب ما أحبه من أفلام..
لم أفهم يوماً لم يبحث الناس عن أشخاص ” مثلهم ” !
اهو هوس وهمي مبطن ” بكمال” الذات !
لست كالأخريات ..
لذا لا أبحث عن مرآة ..
أبحث عن نصف لا يشبهني ..
بل.. يكمل نواقصي..
****
الدقيقة السابعة :
يقرأ الناس أسطري في 7 دقائق..
أسكب في عباراتي كل تجارب العالم التي أعرفها..
وتلك التي أظن أني أعرفها..
يبقى السؤال : ماذا ينتظرون مني أن أكتب ؟
ولماذا يقرأ الناس للكتاب أمثالي.. لا أعرف !
أيريدون منا أن نحفر قبور أرواحهم..
لنحيي ما يهيلون عليه التراب
أو..
ينتظرون منا أن نقول لهم :
ما يعرفونه أصلاً.. ويجهلون أنهم يعرفونه !
****