للقلب والروح :الهمسة الأولى ..
في هذه الحياة ..
هناك قلوب مقفلة عن الحب..
عقيمة عنه وأن توسلته..
عاجزةٌ عنه وإن تصنعته..
تبيع أوهامه..
تعيش فصوله..
تأخذه ولا تعطيه..
قلوب لا تحب.. وتُشقى من يقع في شباكها..
*****
(1)
يعجز الأشرار عن الحب..
فالحب يحتاج قلوباً مشرعة النوافذ..
الخبثاء الذين أثثوا قلوبهم بالحقد .. لا يحبون..!!
يتصادقون تلبية للحاجة..
ويتزوجون ليتناسلون..
ويتوادون مع الناس ليعيشوا..
ولكنهم يعيشون ، ويموتون، دون أن يعرفوا معنى الذوبان في الآخر..
فبذور الحب الحقيقي لا تنموا.. إلا في حقول الطيبين ..
(2)
هناك قلوب تعجز عن الحب لأنها.. خائفة .
تخاف الدموع والجروح.. وألم قد لا يبارح الروح ..
تخاف أن تمد حبل الأمل.. فيكون ذاك الحبل مشنقتها ..
ترى الحب جبلاً.. قد تلاقي على شفاه حتفها..
يدخل هؤلاء العلاقات بنصف رغبة..
يحلمون – إنما- بنصف عين..
يظن البعض أنهم لؤماء..
ولكنهم في الواقع مجرد .. جبناء
(3)
عندما يكون طموح المرء جامحاً كالنمور ..
ولديه خيال محلق كالنسور..
تتحول حياته لقطار..
وسنواته ” لمحطات
ويصبح كالفراشة في بحثها عن وهج النار..
لا يصل لمنصب إلا وطمع بأفضل منه..
ولا يستحوذ على شيء إلا ليفكر بما بعده ..
فالطموح نعمة وقيد ..
قلته مذمومة وكثرته مسمومه ..
شديد الطموح يرى كل شيء محطة – حتى في الحب..
فهو لا يقنع بحبيب..
ولو مال قلبه يقف عقله له بالمرصاد يُمنيه بالمزيد..
هؤلاء عاجزون عن الحب لا لأنهم يرفضونه..
بل لأن جشع قلوبهم أكبر من فضاء قلوبهم !! .
(4)
أسمعها مني يا صديقي اللدود..
الأناني لا يحب.. والنرجسي لا يحب..ا
فحبهما لنفسهما أقوى..
للحب قانون يقول : أن المحبوب.. أولاً..
ومن يحبون أنفسهم جداً.. لا يستطيعون أن يحبو –آخر- حتى الموت..
لأنهم أولى الناس بحياتهم ويستكثرون على الآخر حتى .. الوقت..
الحب يحتاج مساحة من الفؤاد لا يستطيعون منحها..
لا تتوهم بأنك تستطيع أن تركع أنانيا بحبك..
فقلبه محجوز وعقله مرتهن.. لنفسه..
(5)
أوتصدقون..
البخيل لا يُحب..
يصعب على الناس رؤية ذلك
قد يعيش البخيل في محراب الحب إنما ليأخذ لا ليهب..
فالبخل نقيض البذل..
والحب بذلٌ بلا سقف ..
الكريم لا يكون كريما في ماله فحسب.. بل حتى في جوارحه.
والبخيل يكون كذلك.. حتى في عواطفه..
(6)
قال الحكماء:
من ما حقيقة تعامل الناس معها على أنها وهم.. كالموت
وما من وهم عامله الناس كحقيقة .. كالحب..
للحب جناح من خيال..
وللرومانسية أقدام من سحر حلال..
الواقعيون – جدا- لا يحبون..
تمترسهم خلف جدار الأرقام والحقائق.. يحجبهم من رؤية ما وراء الأسوار..
ففي الحب شيء من الوهم الذي لا يفهمونه..
مزيج من الحلم والأماني التي لا يراها من المتعلقون.. باليقظة..
*****
الهمسة الأخيرة :
لم يخلق الحب المطلق للجميع..
هناك من يُولد ويتزوج ويتناسل ويعيش ويموت..
دون أن يفهم كنه الحب الذي عنه نتحدث !
فهناك قلوب لا تستطيع أن تعيش الحب..
تماماً كما أن هناك لا تستطيع العيش.. من دونه ..