:للقلب والروح

(1)
نهاية اليومين ..

أتعلمين
أنه نقلني من الشك لليقين..
جمعني مرتين.. قسم أحزاني على أثنين

كنت يا صديقتي قبل يومين
أشعر بأني.. غزال يتيم
هجر قطيعه ، خنقته الغربة وطوقته الثعابين

جاء هو
ليكون قطعة سكر في قهوة أيامي
طرح يأسي.. رماه أسفل سافلين
وكأن الحياة أشفقت علي أخيرا
قررت أن تصالحني.. بيومين

يومان أضع فيهما أوزاري
أدور فيهما بلا جزع ولا هم كمراوح الطواحين..
أعود فيهما لحياتي..
لما كنت عليه.. قبل عامين..

***

لم أكن بحاجة إلا لصديق أمين
لا يستميلني بعزف قيثار
.. لا يترصد بي كصياد مكين

ووجدته.. ثم رحل
خاف أن يعشقني ..
خاف أن أصده كما صدتت قبله كثيرين..

هكذا أنا يا صديقتي
تعبر بي الأفراح ولا تبقى
ودعته بجفاء.. كقطعة حجر.. كلوحة صماء..
جرحته ببرودي..
ربما لأنه لا يعلم بأني..
 كنبينا إبراهيم
.. لا أحب الآفلين


***


(2)
نعاج ساحل العاج..

كنت اليوم مشغولة بالعدم
فريسه غضب وندم
أستهلكت نفسي في إستمطار الصدق من عديمي القيم..
مشكلتي.. مشكلتنا معهم..
أننا أحرار وهم عبيد منذ القدم..

وخطيئتنا..
اننا نبحث عن وفاء بين الضباع..
ونتتظر الشجاعه من نعاج..
ونتمنى من ذيلً أن يستقيم بلا أعوجاج ..

لا نفهمهم .. لا يفهوننا ..
وكأننا نكلمهم بالعربية وهم ينطقون بلغة ساحل العاج !!

***


(3)
نشرة أخباري هذا الصباح ..

أخباري
أني أشعر بالنعاس من أشهر..
مصابة بفيروس كآبة ..
أستغل لقاحات “الربيع” ليكبر ..
فيروس كآبة عربي الطبع..
 كلما عالجته.. يكبر ويستكبر..
كلما حاولت تقويضه.. يتنمر..

***

من كان ليصدق أن أمة ملايين المسلمين .. 
أصبحت ورماً عالمياً مكتنزاً بكل ما أستأصله العالم من رجعية !!
من كان يصدق أن أول من سيسقط في ربيع العرب..
هم الأدباء والساسة ومدعي الدين والوطنية..!!
من كان يظن أن الأمة التي تلك التي وصفت في القرآن الكريم
بأنها خير أمم العالمين..
صارت اليوم .. في أسفل السافلين..
وصار بطلها اللمبي لا صلاح الدين..
وصارت تؤثر سماع ” عكاشة” على حمدي قنديل !!

***

(4)
وأخباري هذا المساء ..

الليلة قاومت خيانة ذاكرتي بإستحضار وجهه دفنته لأنساه..
أجربت يوما نكهة الإشتياق – جداً-  لأحد لا تريد أن تراه !!
جربت أن تجوع لصوت أحد
لا تطيق قربه ولا ذكراه..
خفت قليلا على عقلي..
لا أريد أن أفقد ذاكرتي وأنا في الخمسين ..
أريد أن أذكر أني أحببتك مرة.. 
ودفنتك مرتين..

***