:للقلب والروح

يذكرنا باليوم والتاريخ مذيلة أحيانا بعبارات لرجل حكيم..
لم يكن لدينا “آيباد” ولا “سامسونج” ولا ” آيفون”..
كانت ذاكرتنا في ذلك الوقت حبيسة الدفاتر والأوراق,,
نقطع كل صباح صفحة،،
وكل صفحة كانت تعادل من شجرة عمرنا ورقة..
لكننا كنا أصغر من أن نفهم .. نقلق.. أو نشقى
****


أختفى ذلك التقويم القديم،،
لم يعد يرسله لي أحد ..
ولا يباع .. إندثر وإنضم لآلاف الأشياء التي هجرت حياتنا
… وتركت لنا عبأ الحنين

(2)


لكن هذا التقويم ظل حيا في خيالي,,
تناثرت أوراقه هذا العام بسرعة وكأنها ملت جفاف الليالي..
ملت الحروب والصرعات والمؤامرات
والقلوب المفطورة ..
ملت الوعود المؤجلة
وحقيقة أن الأصل أقل جمالا من الحلم والصورة..
ملت زيف هذا العالم ..
المغرور بغبائه..
والمنتشي بخمر الجهل
والذي لا يبلغ سعر المثقف فيه معشار قيمة لاعب الكرة !!


(3)

أتعرفون من على هذا البؤس ألوم ؟
ألوم السياسة ..
وكل ما أغرقت فيه العالم من نجاسة ..
ألوم المصالح والجهل.. والنفط
ألوم المال الذي ورثه هذا الطفل ..
فإشترى به الموت ، ووزعه في علب كارتونية ..
ونثر الأفكار المسمومة فوق المنخل..
وخلطه بقمح الفقراء..
ألوم الـسبعين حورية التي..
من أجلهم فُجرت المساجد والبيوت..
فنام الأيتام في العراء !!
إلا يا نفط يا لعنة التاريخ..
سحقا.. فما حملت لصحارينا إلا البلاء !!

(4)

كلها أيام..
وينتهي العام..
ليالى بقت..
تنتحر كأوراق الخريف بلا صخب..
تتركنا بلا عتب ..
فرشنا لها في بداية العام
العديد من الوعود والأحلام..
نفذنا منها أقل مما ظننا ..
من غدر بمن ؟
نحن .. أم الزمان ..
أم قلة الإيمان ؟
أم الحظ أم الحرمان ؟
أكل ما نمر به من فتنة .. إمتحان ؟
وكيف ننجح فيه ..
والمدرسة موصدة والمدرسون نيام
من ينقذنا .. منا ..؟
من  ؟
في زمن صار الأبطال فيه من ورق
لا يمتطون الجياد ويدفنون رأسهم.. كالنعام !


(5) إذهب إلى الجحيم
يا عام ألفين ودمعتين
فهذا الزمان ليس بزماني..
ولا بزمن الطيبين..
الأقزام فيه تسلقوا..
على أكتاف المخلصين..
زمن تشتاق فيه لدفتر تقويم..
ولمجتمع رصين..
لرجل دين قويم ..
لكنك تسقط على صخر إنهيار القيم ومأزق الحق..
فقد خرجنا لعراء الشك بعد أن كنا في عرين اليقين