:للقلب والروح

هذا المجنون الذي يشتهي شرب الدم ..
ويستبيح قتل أخيه الإنسان ..
يقول / يظن / يتوهم أنه يتبع القرآن !!
يصدق ورائحة الموت تفوح من تحت أظافره ..
أنه أحد أولياء الرحمن ..!!
وأن الجنة ستكون مثواه..
وإن الحوريات ينتظرن ملقاه .. ومعهن الغلمان..!!
ومثله من يحب السلام والجمال ويحمل أخلاق الرهبان..
يرى أن المحبة التي تغرقه.. مصدرها القرآن..
حمال أوجه نعم ..
وملايين المسلمين على ذلك شاهد..
فكلهم يقرأ ذات الآيات ولكنه يجهل المقاصد..
عجيب كيف يمكن أن يكون كتاب عظيم واحد..
ملتقى .. ومفترق.. لكل موحد ومعاند ..!!

(2)

والصمت حمال أوجه أيضا..
قد يكون مؤشرا للملل..
وقد يكون عارضا من أعراض الألم ..
تسكت كثيرا عندما تتألم ..
تسكت أكثر عندما تعشق بشكل يفوق الإستيعاب والتحمل !
تسكت عندما يفحمك أحد ..
تسكت لكي لا تجرح وتعري حقيقة أحد..
تسكت لأنك لا تجد ما تقوله ..
تسكت لأن لديك الكثير ولا تريد/ ولا تعرف كيف تقوله ..
السكوت حمال أوجه ..
يأتي مع قطار الأسرار..
يأتي لكي يستر حركات الثوار..
يأتي ليلحف قصص الحب..
وليدفن ما يتركه حب ميت من نار..
خافوا من الصامتين كثيرا..
فالصمت دفتر ألوان .. وبئر بلا قرار ..

(3)

الإبتسامة حمالة أوجه بإمتياز..
مخادعة ، غامضة وكلها ألغاز .. !
يبتسم الناس من السعادة..
ويبتسمون لأنهم تحت الإقامة الجبرية في سجن الحزن.. ويهابون الشماتة..
يبتسمون لأن فؤادهم مال لشيء جميل..
يبتسمون لأنهم شموا عطرا مغريا..
يبتسمون كي لا يبدون غرباء بين الضجيج
يبتسمون لو شعروا بالإحراج..
يبسمون لملأ الوقت في لقاء طويل ..
يبتسمون ليحيوك..
ويبتسمون ليهزؤا بك ويعايروك..
يبتسم أحدهم في وجهك لأنه قلبه رقص يوم رآك ..
يبتسم لأنه مضطر لتحيتك ولا يريد الخوض بأي حديث معاك !!
و…
يبتسم المشتاق إذا مر�’ت عليه أقدام الحنين..
يبتسم بمرارة بسمةً تخفي بكاءً وأنين..
يبتسم المرء أحيانا في عز البكاء،،
لأن شفتاه – هكذا- متعودتان على العطاء ..
يبتسم العاقر بحسرة أمام وجه طفل ..
يبتسم المهموم فجأة ليعد نفسه بغد أفضل ..
 الإبتسامة مرآة بألف وجه..
مطر يحمل الخير .. والغرق ..

(4) الليل.. الحب.. والعام الجديد
كلهم حمالو أوجه..
هذا بإختصار كل ما قوله أُريد..
كثيرة هي الأشياء التي تناقض سطحها..
محيرة هي الحياة..
وأكثر ما فيها غرابة..
أنك كلما فهمتها أكثر..
كلما أكتشفت أنك عن فهمها.. بعيد