:للقلب والروح

لا تناقش..
لا تتفهم..
.. ولا تقبل الأعذار والردود..
لا تُكسر – ككل أفعال الماضي – ولا تعترف بالتوبة والوعود ..

****

(2)

ماذا أفعل في بلاد الأغراب ؟
ماذا دهاني ؟
متى ألملم أشلاء سنوات المنفى..؟
وأعود لرائحة الرغيف وحضن الأحباب..
على عتبات الخريف أراقب الأوراق المتساقطة وأسأل:
فيرد لي السؤال دون جواب ..

****

(3)

أتدرين ؟
تعشق الناس التصوير في الأسفار..
أما أنا فأنوي حرق كل تذكار..
أريد أن انسى عمري الذي تبعثر بين المطارات..
أنسى سنوات البرد والوحدة..
وصور الابتسامات المحبوسة في الإطارات ..
وأريد أن أنسى..
أني كنت سجينة.. تتنقل ..
تحمل سجنها في حقيبة ..
وجلادها بين أسطر العبارات..
وتنثر أحلامها في منخل ..
تزرعها في مدن الغربة فتنبت حسرات..
أتدرين ؟
ضاعت سنوات لم أعد أحصيها..
أريد أن أحرق ذكرياتها..
بكل ما فيها ..

****

(4)

جدفت قوارب أحلامي بين الشواطئ والموانئ..
لم يظلمني أحد بقدر ما ظلمتني أوهامي..
الفجوة التي سقطت بها بين الواقع والأماني..
ثم أني..
لم أكن صبورة – بما يكفي- لأفعل شيئا بحياتي ..
ضيعت فرصا كثيرة اصطفت أمامي ..
بعثرت ساعاتي..
ضيعت أيامي ..
دخلت حربا ضروسا مع إحساسي ..
خدرته ..
وضعته في ثلاجة ..
علني أنزع سكين القلق الذي تخلل عظامي..

****

(5)

دللت نفسي بالكسل المشئوم..
أول أخطائي أني ظننت أني سأصلح الكون..
وأجمل القبور بالمشموم..
وأغير المعادلات ..
وأخترق بأفكاري ” التقدمية ” الغيوم..!!
حلمت أحلاماً أكبر مني ..
وكعقاب مني ..
نفيتُ نفسي في زجاجة ..
وأصبحت مارداً في زجاجة ..
ليس له من مخرج.. وليس له على حياته سيادة ..

****

(6)

أعطيت ظهري للصادقين ..
وقلبي للمخادعين وقطاع الوعود ..
سلمت عقلي لخيالي ..
لطموحي المتوهج اللامحدود ..
هذبتني الثقافة جداً..
ثم دمرتني..
رققتني ..
حولتني لقطة وقد ولدت من نسل نمرود !!

****

(7) لم أكن أريد سوى وطن صادق مع نفسه ..
وطن لا تذبل فيه الأحلام وهي واقفة على ذمة الإنتظار..
وطن لا يُتخم فيه الأغنياء..
ولا يفكر فقراءه بالانتحار ..
وطن لا يظلم النساء..
ولا يكون المرء فيه متهماً .. وهو من الأبرياء..
وطن لا يهدم فيه الشرع بفأس الدين..
وطن متحضر ، منفتح ، متين..
لكن أحلامي تفتت على صخور عمرها مئات السنين..
فبنيت في عقلي وطنا..
جميل.. عادل .. حكمه رزين..
ثم أقمت فيه ثورة..
فالثورة أصبحت تسري في دمي ..
أسمعتم – قط- أن في صفوف الثوار.. متقاعدين