اجتماعية ناقدة:  في أحد المؤتمرات التي حضرتها، حديثاً، تحدثت الوجيهة د. وجيهة البحارنة عن مشكلة البحرينيات المتزوجات من غير مواطنين ومعاناتهن وأبنائهن مع الجنسية «فن�’ط» أحد المشاركين (وهو للأسف.. للأسف أكرر.. أستاذ جامعة) قائلاً:
«لا يجب إعطاء المرأة وبنيها هذا الحق لئلا تستغل.. فكثير من الخليجيين يتزوجون بحرينيات ويتركونهن دونما إنفاق أو رعاية، والأمثلة لدينا لا تحصى.. ولو أقررنا حق الجنسية لأبناء البحرينية “سيستسهل’’ هؤلاء ترك زوجاتهن (لاحظوا المنطق والتناقض).. ناهيكم أن بعض الوافدين سيتزوجون البحرينيات طمعاً في الجنسية – بالاتفاق معهن – وسيسارعون لتطليقهن فور الحصول عليها».
أمام حديثه الأرعن عن البحرينيات وكأنهن قصر أو سذج.. وأمام تجاهله التام لما قالته د. البحارنة من أن البحرينية لا تستطيع حتى كفالة زوجها. وأن بعض أزواج البحرينيات مر عليهم ما يصل إلى 40 عاماً ومازالوا يعاملون وأبناؤهم كأجانب.. أمام هذا الاستخفاف المطلق بالمعاناة الإنسانية لهؤلاء النسوة وجدتني أقول في نفسي: حنانيك يا منتظر الزيدي.. فك الله أسرك.. فعلاً؛ كثيراً ما تتعطل لغة الكلام وتغدو لغة الأحذية أفصح وأوقع!

والسؤال الأهم هنا لمَ يمنح البحريني زوجته الأجنبية إقامة فورية – والجنسية – بعد 5 سنوات ولا يكون للمرأة المثل؟.. لمَ تحمل ذريتهم الجنسية من اليوم الأول وتُحرم المرأة من المثل؟

هل المواطَنة تجزأ؟ وهل حقوق المواطن الذي يورثها أبناءه رهن بجنسه؟ الدستور في ديباجته ومواده ينص بجلاء على المساواة بين المواطنين، والقوانين التي تتعارض مع الدستور باطلة؛ فلمَ يعرقل النواب – وبعض الأصوات – التعديلات الداعية لتصويب هذا الوضع؟

إن كان الأمر حمىً عن البحرينيات كما يدعي البعض؛ فحرمان بني البحرينية من كل الحقوق لم يمنع يوماً الأزواج (الخليجيين أو سواهم) من غبن أسرهم وإهمالها.. فالضمير الميت لا يعبأ بهذه التفاصيل، والوضع القائم خير شهيد.. وإن كان في الأمر خوف من «متاجرة» البحرينيات بالجنسيات (!!!!) فنعلم وتعلمون أن بعض مواطنينا امتهنوا الزواج من.. – ولنقل «فنانات» تلطفاً – من أجل الإقامة، ولم نسمع صوتاً يندد بالزواج من أجنبيات أو بحده بقيد أو شرط.. ثُم:
منذ متى تتزوج البحرينيات، المختنقات بيد العرف والعيب الثخينة، للاتجار بالإقامة والجنسية؟

ممن تخافون بالضبط؟.. أن يزيد زواج البحرينيات من غير جنسياتهن؟.. أم تخافون من تراجع نسبة العنوسة؟
والمفارقة أن اللقطاء وأبناء السفاح الذين يولدون على أرض البحرين يمنحون الجنسية ولو كانوا من جنسيات أخرى.. فلمَ كل هذا الانتقاص من البحرينية وأبنائها؟


هامش منفصل/ متصل
————————
لماذا تتحول كل قضية متعلقة بالمرأة إلى قضية صراع؟.. حقاً..
النساء لم يقفن يوماً في وجه قضايا تتعلق بأي حق يمس الرجل، بل على النقيض، لطالما ساندوهم في كل قضاياهم ومطالباتهم.. فلمَ يقف الرجال – بضراوة – ضد قضايا تمس مواطنتهم وأبناء بلدهم؟
لم نسمع يوماً صوتاً يدعو إلى التضييق على زوجات البحرينيين، بل بالعكس هناك مطالبات توجت بالنجاح بمساواة زوجة البحريني مع البحرينيات في التوظيف وغيره حتى قبيل حصولهن على الجنسية، فلم تنعدم الروح ذاتها عندما يصل الأمر إلى النساء؟