:للقلب والروح

كانت القهوة تحتسيني عندما حفرتك من ذاكرتي.. 
كانت لديَ نصف رغبة في التحرِي عنك ونصف رغبة في مناكفتك وحينها سمعت عن لقائك الأنيق مع الموت.. 
موتك أحياك في صدري.. ومر صوتك، بغطرسة الجند، على ذاكرتي..
ما أقساك يا هذا؛ في حياتك.. ومماتك.. 

تعريفات لم ترد في «الويكبيديا»..
———————————–
* ما هي التعاسة؟
– مبرِد ضخم لتشذيب الشخصية وصقلها.. مدرسةٌ عظيمة هي – شريطة- أن تتخرَج منها.. في الوقت المناسب.. 

* من هو العاشق العظيم؟
من أحب الحب؛ واكتنز بالعواطف؛ فما عاد يرى سبباً وجيهاً للسعادة سواه..! 
حالة العاشق العظيم – في زمننا الوقح- تُصنف كحالة مرضية.. فهؤلاء يعيشون غالباً دون معشوق؛ لأنَ الحب على طراز القرن 21 لا يناسبهم؛ ولأنهم يعظمون الحب ويقدسونه قلما يجدون وسط الزيف عشقاً يملؤهم..علاجها توزيع العاطفة المحتقنة على قصص حب شتى: مع الأماكن والبشرية والحياة والأشياء الصغيرة..
تحذير رسمي: إذا مر بك عاشق/عاشقة من هؤلاء؛ اهرب.. فحالتهم تلك معدية؛ وأفكارهم كالزهور المسمومة؛ أما الاشتباك معهم في علاقة فغالبا ما ينتهي بنزف؛ لأنك لن تكون كافيا.. أبداً .. 

* ما هو أسوأ صراع؟
هو صراع المرء مع ذاته: أورستيس، هاملت، ميديا، ماكبث كلهم شخصيات أدبية خالدة جسدت تراجيديا صراع مواجهة المرء لنفسه.. وهو صراع وجودي/ اختياري.. لتكون رقماً صعباً قادراً على تغيير العالم وتحمل مسؤوليات الأعباء العظام، لابد أن تقرر في مرحلة ما خوضه مع نفسك.. لتعيد تراتبية شخصيتك وتصالح ماضيك وتعظم الآلام التي سحقتك يوماً.. لتصارع شرور العالم عليك، أن تبدأ بخياطة عيوبك ورأب تصدعاتك -أولا- قبل أن تتحدى العالم.. وقد كان غاندي يقول ”لقد قضيت ثلثي عمري في محاولة إصلاح شخص واحد.. هو أنا”..
تستطيع – كملايين البشر- تجاوز هذا الصراع والاستعاضة عنه بالصراعات الزائفة على الذهب والخبز والمكاسب، ولكنك حينها لن تكون أكثر من إنسان عادي.. 

سؤال في حضرة الضجر.. 
—————————
سألها وهي تقشر برتقالة:
ماذا سيحصل لو متنا غداً؟
لن ينتحر العالم هذا مؤكد.. قالت له،
ولن تضرب الشمس كمداً علينا.. 
ولن تعمى الطيور ولن تركع الأشجار.. 
ستنفجر الفقاعات التي نعيش فيها، 
ثراؤنا.. نجاحنا.. علاقاتنا.. شبابنا 
فقاعات.. فقاعات.. فقاعات كلها ستنفجر وتتبدد في العالم
لن يبقى لدينا.. إلا عملنا.. 

مجرد فكرة.. 
————-
الإنسان هو أكثر الكائنات الحية تطلباً وتذمراً واتكالية..!!
كل الحيوانات والطيور، بل والزواحف، قادرةٌ بعد أشهر معدودة من ولادتها على الاقتتات والعيش وحدها؛ إلا البشر.. هم دوما – وفي كل عمر ومرحلة – بحاجة لعون ما، ومساندة ما من شخص ما حتى في ما يتعلق بأبسط تفاصيلهم اليومية..
بصراحة: 
ألا يجعلنا هذا أكثر مخلوقات الأرض.. إثارة للشفقة..؟! 

الخبر الجيد.. 
—————
– ظلمت اليوم جداً.. 
رمى أحـدهم عـليَ في قــارعة الطريق كــومة ســمـاد.. ولا أعرف لم وعلامَ..!! 
كما داس أحدهم على قدمي بعجلته، ربما لم يقصد كسالفه، ولكنه دهس أصابعي وأراق الدم تحت أظافري.. 
وعندما ذهبت لأنام؛ وجدت أن أحدهم سرق مخدتي.. ونثر بعض الأشواك حيث أوسد قدمي.. وعبث بدفتر مذكراتي!! 
أشعر أن العالم قد بصق في وجهي اليوم يا صديقتي..!!
– عندي لك خبر جيد.. 
– حقا..؟ عاجليني به فأنا أمرُ بأتعس أيام حياتي.. 
– لم تبقَ إلا ساعة ونصف الساعة ليتحول اليوم.. للأمس!!