اجتماعية ناقدة: كما سمتهم التقارير وهم: الساعدي والمعتصم وهنيبعل الذين كانوا يصرفون الملايين في أوروبا على الليالي الملاح التي يحضرونها بأزيائهم المبهرجة ..

فبعيداً عن بذخ القصور والممتلكات كان أبناء القذافي يصرفون الأموال بإستخفاف مستفز ..  فعلى مدار أيام ثارت الصحافة الايطالية على الساعدي الذي لم يكتفي بحجز طابق كامل في أفخم فندق بالمدينة لنفسه وحاشيته ، بل حجز جناحا خاصاً ” لكلبه ” يكلف كل ليلة ما يربوا لل12 آلف يورو !!

اليخوت الفخمة بطول 370 متراً..

السيارات الرياضية الخاصة التي كانت تصممها لهم شركة ” لمبرغيني” بمبلغ لا يقل عن ربع مليون للسيارة الواحدة ..

ال300 مليون دولار التي بددها الساعدي لتحقيق حلمه في دخول هوليود باعتباره ممولاً رئيسياً لشركة » ناتشورال سيليكشن « الأمريكية ..

أمثله عابرة وغيرها الكثير لبذخ هذه العائلة من قوت الشعب..

بالطبع نسوق القذافي كمثال الآن من منطلق المثل الشعبي الذي يقول ” إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه ” وإلا فواقع الحال يقول أنه وأبناءه ليسوا بأسوء من غيرهم فما أكثر الزعماء الذين يعيشون هم وأبنائهم في رفاهية مجنونة في حين تتقلب شعوبهم على جمر الحاجة ..

ولأننا ” نستقوي ” على فضح الأموات فقط سنسوق مثالا للشاه الذي أقام في 1971 حفلاً أسطورياً في ذكرى مرور 2500 عام على إنشاء الامبراطورية الفارسية وأنفق عليه 40 مليون دولار !

وإستقدم 200 طاهي من فرنسا للمساعدة في إعداد الوليمة التي قدم فيها طن من الكافيار الفاخر ومتى !!

في وقت كانت تعاني فيه الولايات الفارسية من القحط والفقر والجوع ..

وبعد هذا الحفل – بأقل من عقد من الزمان – تحول الشاه لماضي بعد أن أسقطه الشعب عنوة ورماه في مزبلة التاريخ ..

****

نذكر هؤلاء كمثال لنقول : أن للظلم أسنانا لا تعض لحم الفقراء أيضاً .. بل ينال الظالم من ظلمه نصيباً .. وكلما طغى في الأرض وأسرف كان للانهيار أقرب ..

لا يثور الشعب أن كان معوزا ، هذا تصور خاطئ ، أنه يثور عندما يرى الطبقية والغنى الفاحش الذي يذكره بفقره .. تفاوت المستوى المعيشى بين أبناء الجلدة الواحدة هو أهم سبب للنقمة على الحاكم ، للنقمة على نظامه ، لتهاوي أركان المجتمع برمته ..

فالمساواة ، حتى في الظلم ، عدالة أحيانا ..