: اجتماعية ناقدة
لشهور يبقى القرآن وحيداً على الرفوف ..
يشعر في بيوت المسلمين بالوحشة ..
.. وتقاطعه الكفوف
يعلوه الغبار..
وأن أسقطه أحد خطأً سارع بالاستغفار ..
غريب هو الإنسان ..
تغمره أمواج الهموم ..
ويصير عبدا لسلطان النسيان ..
نسيان ما له قيمة .. ووزن .. وشأن ..
فما أن يأتي رمضان ..
يذكر نصف ذكرى .. بنصف عرفان..
هنيئا للقلة الذين عقدوا صداقة مع القرآن ..
ليصبح جزءاً من حياتهم ..
جزءاً من كيانهم ورسالة عشق منهم للمنان ..
(2)
نصوم ساعات طوال..
نفتقد القهوة والزاد وأهم متع الحياة الحلال ..
لنكون أكثر تعاطفاً مع المحرومين والمنفيين من الحياة ..
نصوم ساعات طوال .. لنزداد إنسانية ..
لكن الواقع يقول أننا نزداد جشعاً وتبذيراً..
ونعم .. أنانية
مآدب الطعام لدينا كفر ..!!
طعام أكثر من طاقتنا .. يكفي محتاجا لشهر
ونرمي الأكل بعد ذلك دون حياء ..
إن كانت الشياطين تحبس في رمضان ..
فمن يوسوس لنا بهذه التصرفات الرعناء !
(3)
صندوق الحكايات المسمى بالتلفاز في بيوت بعضنا .. مهمل ..
لكن هلال رمضان يحوله لنديم لا يُهمل !
لا يكتفي الناس بمسلسل.. ولا مسلسلين وثلاث ..
بل يحرصون على أن لا يفوتهم سم من سموم كل القنوات ..
يلوكون :
مشاهد الخيانة والعقوق وغدر الأحباب ..
وكوميديا السخافة والخفة والأسفاف ..
فالقنوات تتسابق لفتنة الإنسان ..
تقدم كل شيء وكلما زاد منسوب ” فحشه ” كان له مكان ..
حتى البرامج الدينية التي تعبرُ .. مفخخة ..
ونحن نجلس أمام التلفاز حاملين .. مغرفة !
نحشو ملفات عقولنا بالترهات ..
وعقولنا للتفاهات مؤلفة ..
يُقال أن الشياطين تُحبس في هذا الشهر..
فمن المسئول يا ترى عن هذا الفُجر ..!!
(4)
المقاهي والمجالس والزيارات الأسرية ..
الغبقات والسهرات وعزائم العشية ..
كثير من التباهي الذي يلبس ثوب الكرم ..
كثير من العطاء الذي لا يأتي من وراءه خير.. بل ندم ..
هل شهر رمضان موسم للعبادة..
أم موسم مناسبات اجتماعية ..!!
(5)
شهر رمضان وعد ..
نافذة لنسمو .. لنكون أطول ..
لنغدو منارات للبهجة والعطاء ..
ما بال أخلاق الناس فيه تسوء ..!!
ويتحول المرء منا لكتلة غضب تقاوم الهدوء ..
بدلا من أن ترق طباعنا ؛ نزداد شراسة وكبرياء ..
الجوارح تصوم ..لا المعدة – هذا ما جاءت به الشريعة السمحاء ..
لكن الشياطين بريئة على ما يبدو..
من كثير من فساد أبناء حواء ..