مقالات ساخرة : مهمومة أنا بهذا الوطن وشعبه، ومهددة بالقرحة والقولون العصبي من فرط ما أفكر في مصير هذه البلاد ومشاكلها الممتدة ولكني، بحول الله أمس، وعلى وقع تلفزيون البحرين الأملح ”من مليح لا تشطحوا بعيدا” وعبق شاي بوفتله، تفتق ذهني عن فكرة ستحل جميع مشاكل البحرين.. ورغم أن فكرتي تلك تساوي ملاييناً – لأنها ستوفر على الدولة الملايين- إلا أني سأهديها لحكومتنا ”ببلاش” لا أبتغي من ورائها جزاء ولا شكوراً..
من خلال متابعتي للأخبار، وآخرها أمس، وجدت أن حكومتنا- أعانها الله- وجلةً محتارةً في إيجاد طرق لرفع الميزانية وتنويع الدخل من خلال ”ثقف” جيوب المواطنين.. فبعد سلسلة من القرارات منها رفع رسوم تسجيل العقارات -للضعفين- في فترة حرجة للقطاعين العقاري والمالي.. وبعد أن باركت رفع رسوم تصاريح العمل بمقدار الضعف، ورفعت رسوم المناولة في الميناء وغيرها من القرارات التي تمرر والنواب فاغرين الفاه يرقبون، هاهي الحكومة تتدارس – كما قرأنا جميعاً أمس- رفع أسعار رسوم توصيل الكهرباء والماء بنسبة 1000%.. كما سمعنا بنية لرفع قيمة المخالفات المرورية و- بالطبع- فكرة رفع الدعم جزئيا عن المحروقات والسلع الأساسية قائمة، إنما عُلقت حتى ” يهدأ الشعب” ويلم شعثه..!! فمنذ أن فضحتنا صاحبتنا وكشفت أن المواطنين يدعون الفقر وهم أغنياء يكنزون الذهب والفضة تحت مخادعهم.. والحكومة تتدارس زيادات من كل شكل ونوع لدعم الميزانية ”المضعضعة”من جيوب الأثرياء الأفاكين !!
فلنأت لفكرتي الجهنمية.. التي ستخلق للحكومة وفرا في الميزانية دون اللجوء لحيل وصراعات ومساجلات..

لماذا لا نلغي مجانية التعليم..؟!

لا تستعجلوا برفض الفكرة وتريثوا رويداً، وامنحوا أنفسكم الفرصة لاستيعاب ما بالفكرة من وجاهة..
أتعلمون أن الاعتمادات المرصودة للوزارة في الميزانية هي 1,221 مليون دينار و4,231 مليون، وهو مبلغ ضخم لا نحتاج لإنفاقه لتعليم هذا الكم من المواطنين.. نحن نريد بحرنة الوظائف، والحد من تدفق العمالة الوافدة.. أليس كذلك؟ حسناً.. إن كنا نريد من المواطنين العمل في قطاع الإنشاءات، وقطاع المطاعم والتغذية، والبيع بالتجزئة والتنظيفات فما حاجتنا لتعليمهم إذن؟ هل الأجانب، الذين يشغلون هذه الوظائف الآن، متعلمون؟ لماذا نحتاج لتعليم مزيد من العاطلين الذين نتمنى/ نريد لاحقاً أن يعملوا في وظائف هامشية..!!

لماذا رفعنا كلفة العامل الأجنبي لأقصاها؟! ألم يكن الهدف إحلال البحرينيين مكانهم.. ألسنا نطمح أن يكون البائعون والعتالون والنجارون والسباكة واللحامون.. مواطنين؟! لمَ نعلمهم -إذن- ليأخذوا مكان عمالة أمية.. ولمَ نعلمهم ليتنافسوا – لاحقاً- على وظائف غير متاحة لهم!! فلنترك التعليم للمقتدرين ”واللي معندوش.. ما يلزموش” وفي النهاية من يحظى بالوظائف الجيدة هنا هم أبناء العز ”وأكل الوز”، وعليه فلنركز عليهم ونوفر ميزانية تعليم الباقين..

ودامنا ندور في فلك الأفكار الجهنمية أقول: لمَ لا نلغي – بالمرة- مجانية العلاج ؟!!

ميزانية القطاع الصحي تصل لـ427 مليون دينار، وبصراحة الشعب كثير، فائض عن الحاجة.. والكثافة السكانية عالية مقارنة بالثروات (سيما بعد أن ”عدلت” لنا الحكومة مشكورةً ديمغرافية السكان)، وقد وصلنا لمرحلة ما عدنا فيها بقادرين على توفير حياة كريمة لكل هؤلاء..!! لسنا بحاجة للفقراء – نقول- يشاطروننا الهواء على الفاضي.. ومشاكلهم وضجيجهم أكثر منهم.. وهم – بالمناسبة- من يخلقون الخناق المروري في الشوارع بسياراتهم المهترئة التي تزاحم سياراتكم الألمانية.. فليموتوا إذن موتة ربهم عوضاً عن أن يموتوا من القهر وتتحملوا وزرهم .. 
اعذرونا عن صلافة الطرح ولكن الحياة أولويات.. وعوضاً عن أن تبتكر الحكومة كل يوم شريعةً للتوفير، هانحن نهديها حلاً جامعاً شاملاً.. والله من وراء القصد..

_________ 
رحيق الكلام:
اعدلوها.. أو اخربوها..!!