عين على الفساد : سنسوق هاهنا 3 أمثلة لمناصب أصابها مس�’ التدوير في ألبا لتقرأوا معنا المؤشرات الباعثة للقلق والريبة.. والتي ما وجدنا توصيفاً أصدق لها مما جاء على لسان كريم رضي الأمين العام المساعد بالاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، عندما قال: إنَ�’ الناس لم يسمعوا عن عملية تظليل بشأن هيكلة ما كما حدث في«ألبا»!!

نعيد ونكرر؛ لسنا معنيون حقاً بقرارات الشركة المتعلقة بترتيب البيت الداخلي.. بل معنيين بالخطوات التي تمس�’ العمالة الوطنية؛ ومكتسبات الكفاءات البحرينية؛ معنيون بالتسويات المستنزفة للمال العام؛ وبالتجاوزات عن المفسدين والمرتشين – مجدداً- من المال العام.. فألبا؛ لو كانت شركة استثمارية خاصة مملوكة لمساهمين؛ لما أصابتنا الحرقة على ما تطحنه الرحى فيها من خيرات.. ولكنها شركة وطنية ورافد أساس من روافد الاقتصاد المحلي بنيت وتسير بسواعد بحرينية؛ ولا نملك ترف التفرج على ملايينها؛ وهي تبعثر في الهواء..!!

في عودة لموضوع التسريح نأتي بأمثلة ثلاث تنطق عن نفسها..
المثال الأول يتعلق بقسم الحسابات في الشركة وهو العمود الفقري للشركة ويضم كفاءات بحرينية تمتد مدد خدمتها لـ30 عاماً أو يزيد وهي منقسمة لإدارتين: 
إدارة المحاسبة المالية ”ويرأسها بحريني” وإدارة المحاسبة الإدارية ”ورئيسها مواطن أيضاً” ويعلوهما على العرش مدير عام أميركي.. حسناً.. تم دمج الإدارتين وتسريح مدير الإدارة المالية وتخفيض رتبة مدير الإدارة الإدارية وهاهي الشركة تتفاوض الآن على استقدام مدير أجنبي – من المرجح أن يكون أمريكياً – من ”بلديات” المدير الكبير ليترأس الإدارتين بعد دمجهما وإقصاء مديريهما..!!

والسؤال هو: هل الهدف من الدمج والهيكلة خفض المصروفات أم إحلال العمالة الأجنبية بدل البحرينية؟! ولمَ لم�’ تفسح الشركة المجال لمدير المحاسبة الإدارية الشاب الذي يحمل تخصصا دقيقا وخدم الشركة لـ16 عاماً ليتولى مسؤولية الإدارة بعد الدمج وهو الذي تنقل بين مواقع عدة حل فيها محل الأجانب؛ وهاهو اليوم يزاح ليحل محله أجنبي..!! أنمشي خطوة إلى الأمام وعشرا إلى الخلف..!! 
إن منصب مدير الحسابات منصب شديد الأهمية.. شديد الحساسية.. ومن غير المفهوم أن يقصى أبناء البلد عن موقع كهذا ليؤتى بأجنبي لا يربطه بهذه البلد.. إلا خيراتها!!

مسرح المثال الثاني دائرتان تم دمجهما أيضاً: دائرة نظم المعلومات الـ BMS IT ودائرة نظم تنفيذ الإنتاج والتحكم في العمليات MES & PROCESS CONTROL ولكليهما مدير بحريني أحدهما شارف على التقاعد فيما لازال الثاني في العقد الرابع من العمر.. والآن وقد سر�’حا تبحث الشركة عن مدير أجنبي ليحل�’ محل الاثنين ومن الأرجح أن يكون أمريكيا أيضا ..!!

المثال الثالث – الأخف�’ وطأة ربما- متعلق بوحدة التدريب ”التي تم التخلص من مديرها البحريني” ووحدة شؤون الموظفين التي تم�’ خفض رتبة مديرها ليغدو مقعد إدارة الوحدتين شاغراً.. ويبدو أن الشركة ستأتي لهذا المنصب بمدير بحريني – إنما- من خارج الشركة كما تشير الطلائع..

المشهد ضبابي ومحير.. الشركة تقول؛ وأفعالها تقول قولاً آخر.. فإن كان تقليص النفقات هو سبب تلك الخطوات فلم يتم التفاوض مع أجانب سيكلفون أضعاف ما سيكلفه البحرينيون ولا يمكن ضمان استمرارية عطائهم – إن وجد- للشركة لمدد طويلة سيما أن هؤلاء يميلون إلى حيث العروض الأفضل..!!
من جهة أخرى- واعذرا تواضع فهمنا- أليست إعادة الهيكلة تعني تدوير الموظفين الموجودين لا زيادة عدد الموظفين الذي تد�’عي الشركة أنه ”فائض” عن الحاجة!! ولم تزح�’ العمالة الوطنية وتحل بأجنبية عوضاً عن التخلي عن الأجانب فلكيِ�’ي الرواتب!!

ولو كان السبب كما يلمحون هو تطهير الشركة من المفسدين: فمن قال إن من حق الشركة أن تتنازل عن الحق�’ العام في تقديم هؤلاء للعدالة.. ومن قال إن من حقها مكافأتهم بتعويضات مجزية؟ 
نريد أن نفهم.. نريد تبريرات ومن حقنا أن نحصل عليها.. 
نريد أجوبة.. لا صمتاً يؤكد شكوكنا.. 
فألبا ليست تركة أحد.. هي ملك البحرينيين جميعاً..