عين على الفساد : نقدر لوزيرة التنمية – عالياً- قرارها بتشكيل لجنة تحقيق فيما أثير حول دار الأمان.. ونتمنى من باقي الوزراء أن يتمثلوا بهذه الخطوة الحصيفة في تعاطيهم مع ما تطرحه الصحف.. بيد أن قراراً كهذا لن يكتمل؛ ولن يصطبغ حكم اللجنة بالمصداقية إلا إن تم سؤال النزيلات – اللواتي هن الحلقة الأضعف والأهم في القضية- وهو أمر لم يتم حتى الساعة لسبب غير معلوم..!!

الى ذلك نتمنى من الوزيرة الموقرة أن تتحقق من دائرتها ومن انسيابية وصول المعلومات لها.. فما لا يعرفه القراء ”ونحدس أن الوزيرة نفسها لا تعرفه” هو أن كل ما طرح هاهنا – وأكثر منه – مطعماً بالأسماء والشهادات الحية بُعث للوزيرة في البريد المسجل قبل عشرة أيام من النشر ”ونملك وصل الاستلام” فلم نجد رجعاً ولا صدى للصوت، فاضطررنا للتصعيد.. فنحن لسنا متصيدين نبحث عن الإثارة والمشكلات كما يتوهم البعض.. وللعلم نحن نعدم كثيراً من المواضيع إذا ما وجدنا بادرةً لحلها بعيداً عن صفحات الصحف.. ففي النهاية نحن نبحث عن العنب لا رأس الناطور .. ولو تحص�’ل لنا العنب دون المساس بأي رأس؛ فنور على نور..!!

في عودة للموضوع نقول إن الأيام الماضية كانت حبلى بمستجدات وتطورات مبشرة؛ وأخرى تثير التوجس والريبة. التطورات المبهجة أن الإدارة أصبحت أكثر تفهماً واستجابة للنزيلات.. قفل الباب كُسر وصارت للنزيلات حرية أكبر في الحركة.. لم تعد قوانين النوم والاستيقاظ العسكرية سارية .. ولم تطبق قوانين عقابية على أحد مؤخراً.. إحدى النزيلات؛ والتي ظلت على مدار شهرين تتوسل إدارة أن تسمح لسيارة الدار بتوصيل ابنتها للروضة من دون فائدة؛ تفاجأت أمس الأول بأن الإدارة سمحت لسيارة الدار أخيراً بتوصيل طفلتها!! بل إن الإدارة سمحت لنزيلتين بالذهاب لمركز العنف الأسري الذي كان حتى أيام قليلة منطقة محرمة مما أثار عجب النزيلات.. ونوعية الطعام حُسنت – لا بالشكل المطلوب- ولكن جهداً ما صار يُبذل في العناية بها..

لأول مرة؛ والكلام للنزيلات.. شعرن أن لهن ظهراً ؛ ولهن مهابة ومكانة؛ فما عدن يتعرضن للتعامل الصلف ولا للإساءات غير المبررة كما ذي قبل وصار الجميع يشتري مرضاتهن.. بالطبع قد يكون السبب أن وزارة التنمية انتدبت مشرفات للدار لمراقبة الوضع ليل نهار وهو ما دفع بالأمور – تلقائياً- للأحسن.. أما المقلق في الأمر -على الضفة الأخرى- فأمران وقعا في الأيام الأخيرة.. أولهما لجوء إدارة الدار لتكسير بعض الأثاث وتصويره بنية مبيتة لاتهام بعض النزيلات بذلك وتبرير طردهن به ..أما الأمر الثاني فهو أن دفتر السجلات اختفى..!!

دفتر السجلات الذي كان يضم العقوبات والقرارات والإجراءات وموافقات الخروج ورفضها قد خبئ – حتى عن الموظفات والمشرفات- فما بالكم بالمراقبات ولجنة التحقيق!! على كلٍ نكرر أن العنب هو مبتغانا لا الرؤوس.. فإن كانت إدارة الدار قد قررت أن تغير نهجها وتعيد هيكلة أسلوب إدارتها فعلى الرحب والسعة – إنما- شريطة أن يكون ذلك عبر قرارات ولوائح وقوانين ثابتة.. فنحن لا نريد لهذه الإصلاحات أن تستمر حتى انتهاء لجنة التحقيق ثم تعود الإدارة لسيرتها الأولى.. نحن نريد إصلاحات تتخذ.. لتبقى وإن فُض�’ المولد..

وعن نفسنا سنرجئ الحديث؛ وسنخبئ ما بين أيدينا في الأدراج حتى نرقب النتائج وعندها.. لكل حادث حديث..