اجتماعية ناقدة:

بلا مبالاة تخترق خطب الصباح آذاننا ..


كغبار عابر ..
لكننا ..
كنا نخجل عندما يخطبون فينا عن فلسطين ..
يطلبون التبرعات منا ..
 فنسلمهم مصروفنا باليمين
ونتمنى ..
نتوقع ..
أن الكيس الذي أمتلئ بالدراهم سيكفى لإطعام قرية ..
أو لبناء مدرسة هدمها المستعمرين ..
ياااه كم كنا ساذجين ..!

(2)

لم نسمع وقتها ” بفتح ” و ” حماس “
ولم نكن نعرف من سياسيي فلسطين إلا ياسر عرفات ..
وكنا نسميهم ” أبطال الحجارة ” ..
كنا أطفال بربع عقل ..
وربع وعي ..
لكن قلوبنا كانت كبيرة ودمائنا غيورة وعواطفنا مدرارة ..
كنا نبكي لأطفال تيتموا بعد يتم ..
وماتوا وهم ليسوا بميتين ..
وندعوا لهم بالنصر وأن لا يذر الله من أعدائهم مدراراً ..
كنا نرى النصر على الباب ..
ولا نرى بين الأنقاض إلا بسمة أم شهيد تكاد تموت .. عزا وافتخاراً !!

(3)

كانت الأخبار تُبث في الثامنة كل ليلة ..
ولم يكن لدينا سوى صحيفة صباحية ..
 مذياع للظهر ..
ونشرة أخبار مسائية ..
كانت أخبار القدس ومحنتها على رأس قائمة كل نشرة ..
اليوم هناك ألف ماخور يسمي نفسه أداة اعلامية ..
وألف نشرة ..
ومليار صفحة فيسبوك ولتوزيع الأنباء هناك ألف دبرة وفكرة ..
لكن القدس ما عادت على رأس قائمة أي شيء..
.. هذا ما يُثير الغيظ والحسرة

(4)

كنا نلوم الحكومات كثيرا :
حركوا جيوشكم يا أفاضل ..
المدافع لم تُصنع لإعلان الإفطار بل لدعم من يناضل !!
كنا نلومهم :
أين جهادكم في أرضنا المحتلة !!
أين عروبتكم وشهامتكم ومال حروفكم مكسورة وضمائركم معتلة ..
فجاد علينا الزمان بجماعات مبادئها.. مختلة
تسفك الدم في كل أرض ..
تعلن الجهاد في كل زاوية .. ومسجد وكنيسة ومحلة ..
تفجر الأشلاء وتمارس فحش القسوة على أجساد المسلمين وظهرها للقدس ..
وجهادها ضد الصهاينة مؤجل ..
وعينها على فرقاء الأمة ” قوية ” ومع الغرب مكحلة بالمذلة ..
لا أعرف بلداً تستحق الجهاد فيها أكثر من فلسطين ..
ولا اعرف لماذا تغل عن حمايتها .. ” أيدي المجاهدين “..

(5)

ماذا بقى من فلسطين ؟
غير كومة ندم ..
كثير من الألم ..
ورياح حنين ..!
ماذا بقى من فلسطين ؟
سوى جروح الغدر ..
وبكاء الثكلى ..
وخذلان المسلمين ..
ماذا بقى من فلسطين ؟
قبلتنا الأولى هذه يا دجالين ..!!
قبلتنا .. عروس عروبتنا .. قضيتنا الأولى قبل أن تجرفنا قضايا الموتورين والمعتوهين !!
ضاعت فلسطين ..
كانت الأنظمة تدير لها ظهرها قبل سنين أما اليوم فحتى الشعوب صارت متحجرة الشعور تجاهها ..

(6) أنهار دم..
أنهار دموع ..
وجبال دمار ..
كل ما في تلك الأرض يشكو ..
ماذا بقى من فلسطين ؟
غير صرخات الاستغاثة
ورائحة القهر في مخيمات اللاجئين ..
تباً لنا ..
فلسطين كانت قضيتنا ..
وهي اليوم شاهد على عارنا المشين