:للفكر

قارئنا “الفذ” استشاط على مقال الأسبوع الماضي ، الذي تناولت فيه ما فعله أتباع طالبان بالفتيات اللواتي طمحن للدراسة عندما حرقوا الباص الذي يقلهم للمدرسة في باكستان ما أدرى لمقتل 14 منهم حرقا وإصابة الأخريات !!
تفاصيل كثيرة تجدونها في مقال الإسبوع الماضي ( هؤلاء الذين ” ابتلش” بهم الدين)..
مبدئيا لن تجد من يدافع عن طالبان وكل المتطرفين الذين ينسبون جرائمهم للإسلام والمسلمين .. مبدئيا – نقول- أما منطقيا فبالتأكيد ستجد شرائح من بيننا تميل لهم ولأفكارهم التدميرية وإلا .. لما وجدوا من يمولهم ومن ينظوى تحت رايتهم ويتنفذ مخططاتهم..
يحلو للبعض أن يتهم كل من يهاجم هؤلاء المتطرفون بأنه علماني أو يساري أو ليبرالي – وغيرها من التصنيفات التي تحولت في قاموس أمتنا ” لسبه ” وما هي بشتيمة بل هي إيدلوجيات لا تعكس – بالضروره- مستوى تدين المرء وخطه .. فكم من علماني ، ينبد خلط الدين بالسياسية ويؤيد فصلهما ، وهو في الوقت عينه إنموذج للإستقامة والصلاح .. وكم من رجل يخفي خلف عمامته وجبته إنحرافا كبيرا وشرا كثيرا .. 
ما علينا ؛ ما نريد قوله لكل المتعاطفين مع المتطرفين والجماعات المغاليه الإرهابيه أننا سنتقبل ” إختلافكم ” وسنحاول إستيعاب ” جرائمكم ولكن.. لا تنسبوا أنفسكم لدين السلام والرحمة والتسامح ..
أوجدوا لكم تسميه أخرى، لتبعدوا عن المسلمين الأسوياء الشبهة ، ولتطهروا الإسلام من السمعة الرمادية التي لحقت به جراء تفجيراتكم العمياء وهجماتهم المسعورة على أتباع الدينات والمذاهب المختلفة عنكم ، وحرقكم للنساء تحت رايات الغيرة والشرف..!!
***


إن اسلامنا لم يأت من كتب ” مفكرين ” ولا ” منظرين ” ولا ” شيوخ طريقة ” .. إسلامنا هو دين ( ولكم دينكم ولي دين ) بلا إعتداء على أحد  ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) .. إسلامنا لم يأمر أحد بفرض قناعاته بالحرق والسحل والقتل فهو من أقنعنا بإن الإختلاف سنة كونية ( ولوشاء ربك لجعل الناس أُمةً واحده ) إننا ننتمى لدين نهانا حتى عن سب الآلهة ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) فما بالكم بتفجير بوذا والكنائس والأضرحة ..
مجددا ..
لا تقنعونا ان هذا التطرف المريض ، وهذه الجماعات الإقصائية الإرهابية تشبهنا أو تشبه ديننا ..
فديننا دين محمد وقرآننا مكتنز بآيات الرحمة وتقبل الإختلاف ، لذا فإن خطاب المنظرين ومشايخ الكراهية ليس ملزما الا.. لمن باعوا عقلهم لهم ..