:للفكر

شي مقلق.. خصوصا أن الأساليب اللي يتم أستخدامها في مثل هذي الخلافات هي ذاتها أساليب الجلاوزة والطغاة : زرع الشك ونثر الأشاعات وإغتيال سمعة الآخر والفحش في الخصومة ..
في وسائل الإتصال الإجتماعي ترى من يلوم الحكومات على الإستثئار بالقرار وهو – نفسه- يستأثر بمنطق الحقيقة ، ولا يقبل أن يخطئه أحد ، من باب ” أشوف شي ما تشوفونه ” ويرى في منطقه وجاهة مبنية غالبا على فراغ .. وللأسف فإن بعض الساسة والإعلاميين ربوا أتباعهم ومريديهم على التعصب لأفكارهم ليخوضوا عنه نقاشاتهم  ..
لافت أن مستوى العدائية الموجودة بين بعض الجماعات تقف في نفس الخندق أكبر بمراحل من  تلك التي يقابلون الآخرين بها..
معيب ..
معيب أن من يرجم الدكتاتورية يمارسها بلا حياء ..
معيب بان من يطالب بأنماط التفكير الغربي يتحول لأحد أهل قريش إن مس أحدهم ما يعتبره – هو- ثوابت لا تمس عنده ..
هذا السبب –ولأسباب أخرى بالطبع – يجد الفكر الليبرالي والتقدمي صعوبة في التمدد في الشارع ووسط الجماهير ، ذلك لأن السواد الأعظم من الناس ترى في تلك المطالب نفاقا لكونها تبدر من أناس لا يتحلون – شخصيا- بالإنفتاح الفكري ولا يكادون يصدقون أن الشخصيات – قمعية النزعة- تطالب فعلا بالديمقراطية ولن تظلم المختلفين عنها ولن تعلق لهم المشانق كما فعل الطغاة..
****
كثير من الدول التي أسقطت ديكتاتوريات استبدلتها عادةً بشخصيات أسوء من سالفتها .. وهذا – نسبيا- أمر متوقع .. ويمكن تفسيره بإستحضار نظرية ” تقليد الغالب للمغلوب” التي تكلم عنها الفيلسوف إبن خلدون ، فنحن في النهاية ربائب السلطة الدينية والسياسية والإجتناعية التي ربتنا على أن هناك لونان ، وفكر صالح وآخر معوج ، والحقيقة أن الأطياف بينهم لا تعد ..

***
زبدة الكلام:
عندما تطالب بشيء.. خليق بك أن تلبس رداءه وإلا.. لا تتوقع أن يستجيب لك أحد.. وعلى المجتمع – والجماعات التي تطالب بواقع ” مختلف” أن تثبت أنها أفضل مما هو موجود بالممارسة – لا بلقلقة اللسان..
وآخر ما تحتاجه أي دولة أو أي بيئة هو أستبدال طاغية شبعان .. بطاغية جوعان ..

والله من وراء القصد ..