:للفكر
وبعد ترى موب كل العرب مسلمين صحيحين. عندك هالشوام والمصاروه والمغاربه والله حتى ما يصلون صلاة ربي. إن بغيت المسلمين الصدق تراهم أهل الجزيرة والخليج.
– والله إنك صادق يا أبو صالح.
– وموب بعد كل الخليج. تراهم يسمحون بالخمر وبالكنايس، الدين الصدق هو ديننا حنا يا أهل السعودية.
– والله أنك صادق يا أبو صالح.
– بس عندك بعد أهل الشرقية فيهم شيعة وحريمهم ما يغطون وجوهم، وأهل الغربية حريمهم بعد ما يتغطون ويشيشون، وأهل الشمال حريمهم يجلسون مع الرجاجيل ويضيفوهم. وأهل الجنوب مثلك خابر عندهم بدع واجد. الدين الصدق موجود هنيه عندنا في الوسطى والقصيم.
– والله أنك صادق يا أبو صالح.
– بس ترى عندك هنا في الوسطى الناس يتتنون (يدخنون) ويسمعون موسيقى والعياذ بالله. الدين الصدق هنيه ببريدة.
– والله أنك صادق يا أبو صالح.
– بس بعد بريدة موب كل حارة زي الثانية، ترى أكثر أهل بريدة مركبين دشوش ويشوفون القنوات الماجنة. ما فيه إلا حارتنا طاهرة ما فيها ولا دش واحد.
– والله أنك صادق يا أبو صالح.
– بس الله يهديهم جيراننا موب دايم تشوف عيالهم في المسجد، ولا تشوفهم دايم في صلاة الفجر. الصراحة يا بو راشد ما فيه في الحارة يصلون الفجر دايم في المسجد إلا أنا وأنت.
– والله أنك صادق يا أبو صالح.
– بس والله يا بو راشد أشوفك هالأيام ما تخشع في صلاة الفجر زين!!!
نشارككم بالطرفة أعلاه لا لنستل ضحكاتكم الغالية فقط؛ بل لأننا وجدنا فيها تعبيراً صادقاً عن واقع تمشي على ورق الخريطة العربية فتراه أينما تلفت.. فرغم أننا أقل الأمم والأقاليم في تلاويننا وتبايناتنا الدينية والأثينية، سيما إن قارنا أنفسنا بدولة كالصين بها 56 قومية وتنطق بـ55 لغة وتدين بخمسة أديان رئيسية ومئات الملل -أو- الهند: حيث يوجد زهاء الـ 1500 دين وآلاف العرقيات والأثنيات؛ إلا أننا القوم الذين شكل لهم الاختلاف عاهة مستديمة؛ ففي حين تمكن أولئك من تجاوز ألغام الاختلاف فإننا من تفجرت فيهم الألغام مرة تلو المرة؛ وذهبت في كل مرة بعضو أو حاسة من حواسهم..!!
مشكلتنا الكبرى هنا أننا نظن بوجود وجه واحد للحقيقة.. وفهم أوحد للدين.. ولون واحد للتقرب من الله.. بدأنا رحلة الإلغاء بالعدوان على أتباع الرسالات السماوية وإقصائهم واعتبارهم كفاراً ضالين ومضلين.. ثم أمتد ”نضالنا” للداخل فأيقظنا روح القوميات والطائفيات التي هجعت في حقبة التنوير وذُبنا – بدعم من العتاة الذين استحوذوا على السلطة – في بوتقة المذاهب المجتهدة التي صارت لنا ديناً وعيشتنا كذبة وجود فئة ناجية تستأثر بالجنة فيما يكب سواها في الجحيم.. ثم نبرنا في تلك المذاهب ”المجتبية” نفسها وصنفنا أهلها مخلصين ودخلاء؛ وخوارج وموالين..!!
ماذا نريد أن نقول ؟
لن تقوم لأمتنا هذه قائمة؛ ولن يكون لنا شأن يوما؛ إلا عندما يطلع فجر اليوم الذي نؤمن فيه بأن كل الطرق التي تؤدي لله.. ستؤدي لله.. وأن التدين له وجوه عدة: عقائدية وسلوكية وفكرية.. وقناعتنا الشخصية – وحدها- هي الملزمة لنا أمام الله وليست بمفروضة على الناس.. وكل الأمم التي نهضت وتركت بصماتها على ضمير الجنس البشري.. ما هي إلا أمم تجاوزت هذه المرحلة التي مازلنا نرفل فيها بكل صلافة وجهل..
رحيق الكلام:
—————
بوصالح: أنت مسلم.. وغيرك مسلمون..