للفكر :
أصابع قدمي ما عدت أحس بها
وجسدي الصغير أنهكه التعب
فهل من الممكن أن تعطيني حذءاً
وأعطيك بدلا عنهُ كل العرب .. !
****
هل يبالغ المرء لو قال أن سوريا هي الجحيم على الأرض ؟
تقصف المنازل بمن فيها ، ويجوع الأطفال وتجبر العائلات على أكل لحوم القطط والكلاب ، ويلعب التكفيريون برؤوس البشر ويشقون الصدور ويأكلون القلوب ويمثلون بالجثث ..
كنا نظن واهمين أن الصراعات تشتعل دوما بين الحق والباطل ، قوى الخير وقوى الظلام ، لكن قضية سوريا أثبتت لنا أن رحى الصراع قد تدور بين الأشرار لتطحن عظام الأبرياء.. فسوريا بلد الخطايا ، الدم فيها أرخص من الماء.. الأعراض فيها أرخص من كيلو اللحم.. الموت فيها لغة الحوار الفضلى .. بين الأشرار ..
خلال كتابة هذه السطور تجتمع القوى الدولية للتفاوض حول مخرج لهذه القضية التي كشفت كل عورات العرب، كل عورات العالم ..
فما جرى في سوريا لا يشبه في همجيته ووحشيته إلا قصص التتار والمغول في العصور الوسطى ، وقد دار في هذا العصر على مرأى ومسمع منا جميعا ، راقبنا أبشع جرائم العصور في صمت ، وكفانا بالصمت عارا بل انبرى بعضنا للدفاع عن طرف ضد آخر لإعتبارات طائفية رخيصة .
ثلاث سنوات مرت ، بدأت أحداث سوريا كثورة من أجل الديمقرطية – وساندناها جميعا- حتى تسللت ضباع العالم لخّدر الثورة الشريفة فقتلتها وسرقتها وحولتها لحركة طالبانية جديدة ، فعندما تكون الديمقراطية هدفك ، تقف أحيانا لتحقن الدماء، تقف عندما تتراكم الخسائر ويُغبن الأبرياء ، أما عندما تستبد بك شهوة الإنتقام والجشع للسيادة عندئذ .. لا يكبح حيوانيتك شيء ..
لا المدن التي تحولت لرماد ، ولا الأطفال الجياع ، ولا الملايين الذين تشردوا وكان لهم بيت والآن صاروا رقما في المخيمات ، لا شيء سيوقفك ، ببساطة لأنك تحولت لشيطان ، همك أنت ، والنصر المؤزر الذي وعدت به أسيادك ، والمليارات التي تكفي لتشتري أسلحة ثقيلة ولا تكفي لتوزيع قمح على الفقراء..
حرب بالوكالة ، حرب تطرف وعنجهية وسيادة ، حرب أممية لفرد العضلات وتوازع مناطق النفوذ ، والحقيقة أن الهزيمة لحقت بالجميع مذ أن كانوا بالمربع الأول ، منذ أن تخلوا عن حراكهم السلمي واستلموا سلاحا ليحفروا بهم قبورهم ..
****
تبا لنا ألف مرة،
ترنيمة أرتلها صباح مساء،
سوريا صارت الجحيم على الأرض،
ونحن من تفرجنا على أهلنا هناك.. وهم يحرقون أحياء