أحبته وأحبها على طريقة الأفلام ..
لم ينظرا للفوارق ..
والمسافات ..
وغرقا في غيوم الأحلام ..
لم يعدها – يوما- بالزواج ..
لكنه .. أسمعها أعذب الكلام ..
قال لها سنبقى سوياً .. نعيش ونموت معا .. ولن أتخلى عنك يوماً ..
ولن أُبكي عيناك الجميلتان ..
وغيرها من الكلمات التي استهلكها العشاق عبر الزمان ..
صدقته ..
فسرت كلماته على مقاسها..
ولم تنتزع منه وعداً صريحاً ..
وباعت نفسها .. وإشترت الأوهام !!(2)من قال أنه لم يحبها ؟
أحبها .. وفضلها على الجميلات وذوات الحسب
كانت متواضعة الجمال
وكثيرون قد يرونها بلا أنوثة ودلال ..
لكنه .. أحب براءتها التي تنتظر من يخطفها ..
أحب ضعفها وحاجتها الغريبة لمن يحميها..
كانت بمسكنتها وسذاجتها ، أنثى تشبع غرور كل رجل ..
يشعر معها أنه طويل ..
عملاق ..
شيء نادر ليس له مثيل ..
كان يحتاج لإحساس كهذا في هذا العمر..(3)4 سنوات مرت يا بشر ..
لا هو فاتحها بالزواج ولا تغيير في حالهم أمر ..
كانت ستصبر ..
قالت:
سأخيم على رصيف الإنتظار من أجله ..
ولو مر العمر ..
لكن عائلته حسمت الجولة وقررت تزويجه ..  
لم يجد سبباً لرفض العروس العتيدة..
وأقنع نفسه:
 لن أتزوج حبيبتي وهذا هو القدر..
سأتزوج ولن يكون لي من إطلاق سراحها مفر ..(4)غريب كيف يبرر المرء لنفسه كل فعل معيوب ..
الخيانة والتلاعب وتهشيم القلوب ..
رآها تمر بسكرات الموت أمام عيناه ..
تكابر ثم تنهار ..
تتلاشى كقطرات الندى في عز النهار ..
وأقنع نفسه أن ما فعله .. لمصلحتها هي..
وأنها لم تخسر بل أحتفظت بذكريات الأيام الخالية ..
وفرغ غرفة في قلبه لخطيبته الجديدة ..
قلبه الذي أثثه بها هي لسنوات عديدة ..(5)في يوم زفافه أحس بالضيق ..
أرسلت له صورهم معاً فأشعلت في قلبه بعض الحنين ..
أرسلت رسائل تقول فيها أنها توشك أن تموت ..
أنها تتفتفت قطعا صغيرة وتبكي دما بدل الدموع ..
أزعجه كل شيء ليلتها ..
الصخب وإصرار عروسه على أن يتموضع في كل صورة وفق رغبتها ..
في لحظة طيش ككل أعوامه ..
وعد حبيبته أنه سيأتي لمقابلتها بعد ساعات !
أنعشته جرأة الفكرة ..
وحقيقة أنها أعادتها للحياة بعد ممات ..
بعد الزفاف إخترع لعروسه قصة لينسحب لساعتين..
تهيأت عروسه له ..
كانت تتفحص هيئتها كل خمس دقائق وهي تنظر للباب..
شعرت عروسه بأنه يكذب.. دمعت في يوم الزفاف..
أما حبيبته فخف ألمها.. شعرت بأن حبه لها حي ما مات ..
حققت إنتصاراً وهمياً على قدرها ..
كانت ساذجة بما يكفي .. لتظن أن حبيبها – لها- قد عاد ..!!