:للفكر

ما هو الشيء الذي تخاصم وتقاتل وتشارع عليه البشر عبر التاريخ ؟
فكروا معي ..
أهو المال والغنائم.. التي استباح الناس من أجلها الدم..؟
أهي السلطه التي يغدر الأخ من أجلها بأخيه.. ويضحى الأب لعينيها حتى على بنيه ؟
أهو الدين والعقيدة ؟ أهو المُلك ؟ أهي الريادة ؟ أهو النجاح والظفر يا تُرى ؟
أجوبة كثيرة ستتزاحم هنا ولكن لنا هنا وجهة نظر أخرى..
****

أشد ما تزاحم الناس وتخاصموا وتقاتلوا وتجادلو من أجله هو.. الحقيقة !
فالكل يدعي إمتلاك الحقيقة المطلقة .. والكل يدعي إحتكارها ويدافع عن حقوق براءتها !
يكفر الناس اليوم بعضهم بفرضية أنهم – يملكون الحقيقة – وغيرهم موهوم..
يحقر الناس بعضهم ويقزمون غيرهم بفرض أنهم يملكون الحقيقة !!
تاريخيا تشوه التاريخ العربي والإسلامي لأن كل فرقة تتكلم وكأنها كانت هناك ! وتنقل الحوارات ومشاهد الصراعات وكأنها حملتها على اليوتيوب وشاهدتها بأم عينيها !
على صعيد شخصي يقيم الناس مجالس ” لتشريح ” بعضهم البعض، ولتحليل حقيقة ودواخل الشخصية التي عادة ما تكون غائبة ! يفترض الواحد منهم وهو يهاجمك أنه يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك.. وكثيرا ما “يجرؤ” البعض على إخبارك من أنت وكيف تشعر وماذا تضمر !
في السياسة – كالعادة- تبدو المشاهد أشد قبحاً وتداخلاً .. فالكل يعتقد انه يعرف مصلحة البلاد أكثر من سواه.. وأنه يعلم الغيب وسبب الأزمات ومخارجها ! ويفترض الواحد منهم أنه الأكثر ” وطنية” وحبا للبلاد، وأنه صواب وسواه مخطيء وهنا تبدأ رحلة إلغاء الآخر ورأيه ، ومحاولة تذويب الجميع في مفهوم واحد للوطنية وللمستقبل وللمفروض والمطلوب !!
لقد أستنفذ العالم الغربي طاقته وعقوده في محاولة لفرض “الحقيقة” بالقوة .. ثم أراق أنهاراً من الدماء للوصول لهذه النتيجة. وبعد اكلاف عاليه علموا : أن كل أمرء منا يملك ” جزءا” من الحقيقة .. وليس هناك حقيقة مطلقة ولا خير مطلق ولا شر محقق.. 
في هذه الحياة كلنا يملك قطعة من لعبة ” لوغو ” ضخمه .. تتكامل ولا تتضارب.. 
ولن يأتي يوم نجتمع فيه على رأي واحد.. ولا أعتقد ان يوماً مر اجتمع الناس فيه على رأي .. 
حتى عندما كان الأنبياء والمرسلون يعيشون في هذه الحياة بين ظهرانيا كانوا يجدون من يطعن بهم وينال من رسالتهم السامية ..
ربما يكون الإختلاف سنة الحياة.. والحقيقة المطلقة هي.. وهمها الأكبر .