:للقلب والروح
لا ضحكاتنا الصفراء المقعرة بل..
ضحكات تهتز لها أجسادهم بشكل تلحظه العيون !
تراهم خارج المنزل دوما ..
وفي المجالس والمساجد وعلى أعتاب المحلات وكأنهم لا ينامون !!
يعيشون حياتهم بلا قلق ،،
ولا أرقً ..
ولا يلعنون الضجر كما يفعل الباقون ..
في يوم جمعة مرضت جدتهم فأرسلتني والدتي – لهم – بماعون ..
وجدتهم في بيت من حجارة .. بلا سجاد .. وكانوا يجلسون حيث ينامون ..!!
خرجت يومها أصارع الدمعة :
كيف يمكن لمن هم مثلهم أن يعيشون ؟
ولم لا يكتئبون ومن عوزهم ينتحرون !!
يومها وصلت لإكتشافي الأول .. والأكبر :
الفقر قبيح ..
لكن الفقراء.. جميلون ..
*****
(2) وإكتشاف مر.
كنت قبل – ما يبدو – كمليون عام ..
أرى كل متدين أهل للثقة !
وأسلم عقلي لكل من يستشهد بالقرآن ..!
كانوا – عندي – فوق كل شبهة ..
وأقرب لصدق الملائكة – هم – من الإنسان ..!
أما من في جبينه “علامة ” من أثر السجود ..
فكنت أصدقه بلا جدال ..
وأؤمن به بلا حدود ..
كلامه العابر في قاموسي .. عظة ..
وكل ما يبدر منه .. محمود ..
كيف يكون المتدين .. ظالماً ؟
أيمكن أن يكون سارقاً ..
مغتاباً .. مرتشياً .. ومعتدياً !!
هذا كلام عسير الهضم على ضميري..
كلام لا منطقي.. ولا موزون ..
حتى سرق شيخ الحي ورث إخوته ..
وهو من علمنا الصلاة ، وخطب فينا عن صلة الرحم وحرمة مال اليتيم .. وعذاب القبر والخلود !
ثم إقشعر بدني لسماع آخر .. وجبينه من أثر السجود موشوم !
وتوالت السنين لأكتشف :
أن الدين في القلب وأني حمقاء لا أفقه شيئا في هذا الوجود..
*****
(3) كمال ..
هناك قاسم مشترك بين كل حي ومدينة :
الجميلة التي يحبها كل شباب الحي..
والدونجوان ، والمجنون الذي ما من احتماله حيلة ..
كان دنجوان الحي إسمه كمال ..
يطارد بعينيه كل من تمر بالمنطقة ..
ويهوى من يراها صعبة المنال !
لم يكن وسيماً حقاً بيد أنه.. كان أنيقاً مرتباً ..
يصفف شعره كعبد الحليم ويدندن أغاني أسمهان !
كان يرى أن كل متزوج .. خسران ..
وإن ما حادثوه عن الخطوبة إنتفض ..
وكأنه لدغ من ثعبان ..
مرت السنوات والكل يحسده ..
مرت السنوات
وتزوج كل من حوله من أقران ..
وبقى كمال .. يصفف شعره كعبد الحليم ..
ويدندن أغاني .. أسمهان ..