للقلب والروح
في مدينة بلا قلب ..
شتائها سرمدي .. وربيعها وعد ..
جمال أهلها شاحب.. ضحكاتهم صاخبة وبلا ود..
إلتقيت بنفسي على قارعة الطريق..
سلمت عليها بجفاء..
سألتها عن أحوالها فإبتسمت ..
كذبت – حتى على نفسي- بعد أن كنت أكتفى بتضليل الغرباء ..

(2)
قالت : ما أجمل هذا الشال ..
ما هذا الذوق الرفيع..
قلت : وعلام تقتات دور الأزياء..
على أمثالي من أشباه الأثرياء..
الذين يفتقدون ملح الحب..
ويعوضون شبقه .. بإمتلاك الأشياء..!!  

(3)
قالت : وماذا أشمُ فيك ؟
كثير من العود ممزوج بالعطور الفرنسية ..
أهكذا يُوضع العطرُ يا.. أنا ؟
بهذه.. الكمية !
قلت لها : لا أرش العطر بل ألبسهُ..
أتخذه رداء.. ومن العود – في بلد الشقر- هوية ..
 لا أريد أن تفوح رائحة حُزني ..
فكثير من الضباع يا أنا..
تشم رائحة الحزن.. كالكلاب البوليسية ..
فيستثمرون حزنك في بنوك نخاستهم ..
ويخترقون ضعفك..
أفترضين – علينا – أن نكون للضباع فريسة في هذه البرية !

(4)
قالت : إتركي هذه الأرض فهي لا تشبهك ..
إذهبي للوجوه التي لفحتها الشمس..
لتجاعيد الوجوه الوفيه ..
لشعوبنا المعجونة بالجنون المبرح..
لشعوبنا التي – يظن من لا يفقه لغتها- أنها في كل حوار تتذابح..!
فتلك الألسنة الطويلة لا تخفي تحتها شيئا..
ولا تحرق القيم التي تدعيها فتيلا ..
أناس  – على علاتهم – بشرٌ..
عواطفهم غزيرة ..
هؤلاء الذين ترينهم آلات ربعهم بشري..
وباقيهم شيء لا أفهمه ولا أقيم له وزنا وطولا ..
****