:للقلب والروح
عاهدتك..
أقسم ..
أنه أول وآخر مرة ..
صدقتيه وصرت عبدة للشك .. بعد أن كنت حرة !
وتعالي هاهنا يا من كساك الإنكسار بعد أن كان لك شموخ مهرة ..
من قال أن الثقة تُهدم وتُبنى ..؟
من يخونك مرة سيخونك ولن يصون العشرة ..
كم مرة عليك أن تحترقي لتصدقي .. خمس مرات أم عشرة !
إفقدي الأمل فيه وعيشى لنفسك ولهؤلاء الأطفال..
عَلهم يكونون بك بررة ..
أما هذا الغدار فله سياط ربه ..
يُمهل ولا يُهمل هذا وعده للصالحين.. وللفجرة ..
*****
(2)
أتعرف بماذا شعرت يوم إستشهادك ..؟
بمستويات جديدة من الألم لم أكن أعرف بوجودها في حياتك..
شعرتُ..
شعرتُ..
بوجع صرف ولزج يسيل على كل مساماتي..
كنت أسمع صرختي ..
وأشعر بذبذباتها تهتز في حنجرتي ..
شعرت – على حدة – بكل عرق ، كل شريان ، وكل نبض..
وكان إحساسي شاخص بدفق الدم في عروقي..
كنت أسمع وقع أقدام أفكاري التي تسير في عقلي..
وأسمح ما يشبه الريح تعصف في دهاليز قلبي..
لا أستطيع أن أوصف لك..
مهما ادعيت أو استعرت..
بماذا شعرت ..
ذاكرة أيامي معك انهمرت على شاشة عقلي كالشلال..
صوتك ملأ أذني ، وعزل صوت العالم ..
شعرتُ أن أذني امتلأت بوشوشة وكأنه اُجتيحت بحبات رمال ..
لا أستطيع وصف الألم الذي أحسست به..
ألم صافي مفترس بلا أسنان ..
كان.. تمام الألم .
تمام الندم..
قمة جبل الأحزان ..
كان حزني عليك مكتملاً كالبدر..
يومها .. متُ قبل أن أموت ..
تبخرتُ كذرات عطر..
في هذا الملكوت ..
******
(3)
على طاولة القمار..
خسرتُ أبي ..
وخسرتُ بيتي ..
وخسرتُ طفولتي ومستقبلي وصيتي ..
لم أكن أنا من لعبت ..
ولكن لعب بي قدري ..
ظننتُ أن أبي حائطي حتى سلم نفسه لحتفه وحتفي..
ضاع كل شيء..
وهئنذا أعيش ضياع فلاح أنتظر نهاية الموسم لعام..
فأجتاحه جراد لم يبقى له من الحلم عتبة عليها ينام ..
أريد أن أكره أبي لكني ألعن – لشفقتي عليها – الطاولة والنَرد..
صرتُ مثله أنكر الواقع ..
وأدفن حزني في الإنكار ..
وأنجرف كورقة ساقطة من شجرة .. مع التيار ..
*****
(4)
لا تسأليني ماذا أفعل بنهاري ..
أفعل ما يفعله العاطلون..
والمدمنون..
والسائحون في بلاد الطواحين والمُجون ..
.. أدور
.. أدور على نفسي في دوائر
.. أدور وأُردد حكماً لا أعرف لمن ومن القائل
.. أمارس الخطايا السبع
.. ولا أضحك على نفسي ولا أجامل .
كنت يوما شخصاً مهماً ..
كنت ذا سلطة .. ذا نفوذ .. وجبروت آمر
وأنا اليوم لا شيء
ذلني الوقت وفاجئني بلا توطئة ولا يعطيني اليوم استراحة ولا فاصل..
لن تفهمي يوما يا حلوتي..
وجعي..
فأنا لا زلت من أجل فهمه .. أناضل
*****