:للوطن
سنستهل المقال بحقيقة دامغة، هناك 26 اتحاداً رياضياً في البحرين، كثير منها بلا صيت وبلا أنشطة وبلا مشاركات؛ اتحادات لم تخلق بطلاً ولم تظفر ببطولة.. مجرد يافطات على مقار خاوية تستنزف الميزانية المحدودة للمؤسسة العامة للشباب والرياضة على إيجاراتها وسفرات رؤسائها.. بعض تلك الاتحادات لم يسمع بها الناس أصلاً كالاتحاد البحريني للحمام واتحاد البحرين للجمباز واتحاد الدرجات وغيرها، كما أن بعضها الآخر مقسمٌ على غير معنى: فهل تعرفون مثلاً أن لدينا اتحادا للرياضات البحرية واتحاداً – آخر- للسباحة.. وكأننا أمام مسألة خلق ألقاب ومناصب لا أكثر!!
مؤخراً فقط تعرض أعضاء اتحاد التربية البدنية -أكثر الاتحادات البحرينية إنجازا- لصدمة مدوية.. إذ حرموا من المشاركة في بطولة غرب آسيا التي بذلوا في الاستعداد لها الوقت والجهد بحجة عدم وجود ميزانية لابتعاثهم، في دليل ناطق على تأثر الاتحادات الفاعلة بالاتحادات ”الميتة” التي تستنزف الميزانية بلا طائل..!!
ولمن يتساءل منكم عن السبب الكامن وراء ضمور بعض الاتحادات وجمودها عليه أن يتصفح أسماء القائمين على إدارتها. فقيادة الاتحادات لا تُوكل في العادة لأهل اللعبة بقدر ما توزع بالتساوق مع علاقات شخصية – وعائلية- لا علاقة لها بالرياضة ”تحت أغطية انتخابية طبعاً”. فالمؤسسة العامة تدير للأسف اتحاداتها وكأنها ”عزبه” توزع مغانمها كيفما شاءت وعلى من شاءت، متجاهلةً لحقيقة أن رفعة أي رياضة معقودة بتقييض رئيس بارع متمكن لها، أما تقليد المواقع للوجاهة، ومن أجل الوجاهة فقط، فأمرٌ لا يستحسنه أحد..
من أبرز تداعيات ما أسلفنا أن قرارات الرؤساء الدخلاء على الرياضة تأتي في العادة فوقية وغير منطقية. أما الأمر الثاني فيتمثل في أنهم كثيراً ما يضيقون بالموهوبين المتمرسين، لا سيما من لا يمتهن منهم تقبيل الخشوم، وهو ما قاد في كثير من الاتحادات إلى صدامات ومؤامرات انتهت ”بتطفيش” كفاءات خسرتها الرياضة البحرينية على خلفية خلافات شخصية محضة..
قضية حل مجلس إدارة اتحاد كرة الطاولة كانت مثالاً لمصير من يغرد خارج السرب ولو كان من المقربين.. فالشيخة حياة بنت عبدالعزيز الرئيسة الشرعية لاتحاد الطاولة كانت من القلة اللواتي استحققن منصبهن عن جدارة؛ إذ بدأت مسيرتها كلاعبة واقتنصت للبحرين ميداليات وأوسمة عدة أهلتها للموقع الذي تبوأته لاحقاً على رأس الاتحاد حتى اغتصب منها لأنها ومجلس إدارتها لم يكونوا ”مطيعين” كما ينبغى.. ولولا أن الشيخة حياة وقفت وقفة جلمود في وجه ما طالها ومجلس إدارتها وصمدت في القضاء لأربع سنوات لما أثبتت ظُلامتها وكسبت قضيتها مؤخراً بفضل الله ومنته.. فكثيرون غيرها تعرضوا للأمر ذاته ولكنهم أذعنوا لأنهم وجدوا أن مصارعة المؤسسة العامة بتشكيلتها الحالية.. عبث لا خلاق لهم به!!
ونحن هنا ندعو المؤسسة العامة بصدق إلى إعادة حساباتها وغربلة سياستها، فهناك اتحادات يجب أن تُلغى لما في بقائها من هدر للميزانية.. وأخرى يجب أن تُدمج وتُفع�’ل.. والأهم من هذا وذاك أن تحدد أولوياتها فيما يتعلق بتوزيع المناصب القيادية:
فهل الدفع قدماً بالألعاب والرياضات هو الغاية، أم مجاملة الأقارب والخلان..؟!