مقالات ساخرة : أثارتني الجلبة المثارة حول البيوت الذكية فقررت معاينتها وتفحصها عن قرب وبصراحة وجدتها “COOOL” جدا، حاجة أوريجنال خالص، ولكن حبذا لو أخبروا الصينيين أن يصنعوها لنا بألوان متعددة: أحمر، وردي، أزرق سماوي، وأصفر – ألوان فرحة يعني- لتكون مدننا أشبه بمدن الرسوم المتحركة: منمقة وبهيجة كمنازل السنافر.. ليتسنى للمواطن اختيار لون يعكس ذائقته وخصوصيته؛ ”دامه سيحرم من كل الخصوصيات الأخرى..”!!

إلى ذلك أحمل لوزارة الإسكان اقتراحاً أتمنى أن تحمله محمل الجد ولا تسارع برفضه دون تمحيص: 
لماذا لا تضع لنا الوزارة هذا البيت ”المجكنم” على عجلات !! 



حقاً؛ ادرسوا الاقتراح لتروا ما به من وجاهة.. فبهذه الطريقة لو ضاق صدر المواطن من جيرانه أو اختلف مع أهل الحي ”سيما وأنه سيكون شديد الالتصاق بهم”؛ فكل ما عليه حينها هو أن ينقل بيته لمكان آخر وكفى الله المؤمنين شر القتال..!! ناهيك أن المواطن يستطيع في موسم التخييم أن يذهب ببيته ”الذكي” للبر؛ فيتمتع كغيره بنسيم الهواء النقي بلا حاجة لخيمة ولا مرافق صحية.. من جانب آخر سيسهل ذلك الاصطياف على الأسر البحرينية محدودة الدخل؛ التي لن تكون مضطرة لتحمل كلفة الفنادق أو الشقق المفروشة عند السفر لسوريا أو الكويت أو دبي؛ في وجود مخدع متنقل كهذا!!

وأقترح في هذا السياق على الوزارة أيضا تسويق البيت تجارياً سيما أن تكلفته كما قيل تتراوح بين 8-10 آلاف دينار وبالتالي فهو أرخص من جل السيارات وسيمثل مصدر دخل معتبر للوزارة.. شخصيا، إن وضعتم البيت على عجلات أريد شراء بيت وردي اللون؛ فمحدثتكم كنصف البحرينيين ترنو للقيلولة ظهراً والتي تتعذر أحيانا في ظل برنامج اليوم المتخم.. وبالتالي – وبوجود بيت كهذا- ليس علينا أن نفتقد قيلولة الظهر بعد اليوم!!

وبعدُ، أطالب الوزارة ”ولو أن المثل يقول لا توصي الحريص” بأن لا تسمع لاعتراضات الناس المارقة ”البيوت صغيرة؛ البيوت بلا خصوصية”؛ وغيره من المواويل التي يرددها العوام بغير علم !! ولهؤلاء نقول: ألم تسمعوا عن أهمية ”التكاتف” الأسرى؛ وجمال ”التكاتف” الاجتماعي!! كيف يترجم ذلك في رأيكم يا ترى؟.

يترجم بأن نضع الأسرة في صندوق لتعيش متلاصقة ”كتفاً بكتف”.. أما التكاتف الاجتماعي فسيتجلى عندما تعيش الأسر متلاصقة جداراً بجدار.. فينفذ الزيت من مطبخ أم جاسم فتمتد لها يد جارتها أم محمد من النافذة بكوب زيت.. وكل ما على سلمان – إن اكتشف نفاذ شفرات الحلاقة صباحاً- أن يُأذن لجاره علي ليناوله الأخير مراده في لحظتها!!
واااو كم ستكون حياتنا… ”متلاصقة”؛ وسنعيش كمن يعيشون في مهاجع الطلبة أو في ثكنة عسكرية !!

شخصيا أحيي التوجه بشدة، وأرى أن من حقكم أن تسخروا منا وبحقوقنا في الحياة الكريمة كما تشاءون، ومستعدة للمساهمة في الترويج للمنازل شريطة أن يتفضل وزير الإسكان وكبار قياديي الوزارة بالسكن في تلك المنازل شهراً.. أسبوعاً.. ليشعروا بقيمة ”التكاتف” الأسري والاجتماعي..

… ونعيش.. وكم سنشوف !!