للقلب والروح:أتصدق أني لا أملك لسؤالك جواباً !
أنا سعيدة.. ولكني لست سعيدة جداً ..
وبائسةٌ ولكني لست بائسة جداً ..
مصابة بكآبة لذيذة .. ككآبة النظر لمطر من النافذة !
مرتاحة .. ولكني لست مرتاحة جداً..
ومتعبةٌ ولكني.. لست متعبة حقاً ..!
حلمات إحساسي متبلدة .. ككل هؤلاء البشر الذين يطوقونك
لا نشعر بعمق شيء .. لأننا لا نتعمق بشيء
نُغرق أنفسنا في سماع صوت الجسد ..
لأن فك شفرات إحساسنا .. أصعب مما نشتهي ..

(2)
أتريد أن تسمع حال شجرة منزلنا القديم ؟
أتصدق أنها ماتت !!
لست متأكدة ولكني أعتقد أنها ميتة !
لم تعد تثمر لوزاً .. ولم تعد أوراقها تبتسم !
صار لونها يشبه التراب أكثر مما يشبه نفسها ..
منذ هجرنا منزلنا القديم وأجرناه للأغراب وهي حزينة ..
لم تُعاتبنا لتركها ولرحيلنا ولتبدلنا واكتفت بالموت ببطء
أتصدق أن الشجر أكثر وفاء من البشر ؟
عفنا حينا القديم بحثاً عن “أسمنت ” أجمل ولكنهم رابطو لحراسة صدى أصوات طفولتنا
نسينا سريعاً الحي وقدور الفخار وغموض شوارعنا العتيقة
ولكن شجرتنا ماتت وهي.. تتذكر !

(3)
أتصدق أني تهت يوماً فوجدت نفسي بباب أم هيثم ..
أتذكرها ؟ تلك العجوز التي كنا نظن أن عمرها مليون عاماً عندما كنا صغاراً !!
لازلت حية .. لازال عمرها مليون
أخاديد وجهها لم تتسع .. ولم تتقلص ولكن ظهرها تقوس
مسحت بيدها الخشنة كلحاء الشجر وجهي دون أن تستأذنني :
نظرت لعيني وكأنها تسخر من بهرجتي وخوائي وابتسامتي المصطنعة 
قالت لي : أن المتاع ليس في الأشياء بل في القلب
خرجت من عندها .. وغسلت وجهي !

(4)
كيف حالي تسأل ؟
حسناً.. قلقه من نفاذ صبر الطبيعة ..
من ثورة الطبيعة !!
أنهم يلوثون المياه وقريبا سيجن جنون الأرض ..
سيصبح الماء أغلى من النفط !
لقد ماتت سواحلنا .. وماتت الأجنة في الأرحام
أعتقد أني أرى أفولاً متوقعاً للحياة
أعرف أن لكل شيء نهاية وأن العالم سينتهي ولكن..
..لا أريده أن ينتهي في عصري !

(5)
كيف حالي ؟
نصف متفائلة .. نصف مستوحشة .. نصف غاضبه
لقد ذهبت كصياد رواية هيمنجواي بعيدا ..
وتحديت كشيخه قبيلة مونتان في رواية ” أنتسوك” عظمة الطبيعة
ووقفت كذلك اليتيم في رواية تشارلز ديكنز أحلم ..
استهلكت وقتي في رفاهية التفكير ولم أصل للكثير !!
أنظر أحيناً لهؤلاء الذين يملئون الحافلات .. ويفترشون الأرض عند السواحل في العطلات وأسأل:
ماذا فوت كل هؤلاء عندما تغاضوا عن معرفة كل ما أعرف وقراءة كل ما قرأت !
أسأل : هل كثر المعرفة – كما الجهل – لعنةً من نوع ما ؟!
ولا أريد أن أسمع الجواب ..

(6)
لماذا تنظر لي هكذا ؟
ولماذا تنظر لساعتك ؟
ألم تسألني ” كيف حالك ؟” 
آآآآه  …
 نسيت أن هذا مجرد سؤال مُعلب يسوقه الناس بخفه في انتظار جواب معلب !!
… ” حالي بخير .. الله يسلمك ويخليك “
******