:للوطن
عزيزي صاحب الجلالة الملك حمد:
نكتب لكم للتعبير عن غضبنا إزاء استهداف الأطباء والناشطين والصحافيين وعائلاتهم. نشعر بقلق عميق من تقارير من السجن والتعذيب والقهر التي واجهتها هذه الشخصيات على مدى الأشهر القليلة الماضية، ونحث حكومتكم لوقف فوري للهجمات على الأفراد والتحقيق في مزاعم التعذيب بسرعة.
ونحن بشكل خاص قلقون مما تعرضت له الدكتورة ندى ضيف التي اختطفت من قبل ملثمين القوات المسلحة من منزل عائلتها. الدكتورة ندى طبيبة الفم والأسنان، كانت مجرد متطوعة تقدم الدعم الطبي للمواطنين الجرحى خلال الاحتجاجات. في منتصف مارس، اعتقلت وعذبت ثم أطلق سراحها بعد 50 يوما ثم خضعت للمحاكمة في يونيو مع الطاقم الطبي ووجهت لها تهمة التحريض على كراهية الحكومة البحرينية، بما في ذلك التحريض على الإطاحة بالنظام. خلال المحاكمة ، لم يسمح لمحامي الدكتورة ندى أن يتكلم نيابة عنها ولم تعطى الإذن للتحدث عن نفسها.
هذا الاستهداف والإخلال باحترام حقوق الدكتورة ندى، بما في ذلك حقها في محاكمة عادلة ، وقع بسبب شقيقتها التي هي صحفية مرموقة وناشطة في حقوق الإنسان، السيدة لميس ضيف، والتي تعتبر من أشد منتقدي الحكومة، وهي الصحفية التي رفضت أن تظل صامتة بينما يتعرض المواطنين العاديين لسوء المعاملة. وقد حاولت الحكومة ومناصريها إسكاتها عبر الإساءة لعائلتها ما أجبرها على الخروج من البلاد. وعلى الرغم من أنها عملت كصحفية منذ ما يقرب من عشر سنوات في البحرين، وكان عضوا لثلاث دورات في جمعية الصحفيين البحرينية، إلا أنها لم تعد تعمل بسبب كتاباتها النقدية؛ مع ذلك فقد أبدى متابعوها وجمهورها اهتمام كبيراً لنا بأخبار القبض على أختها وصمت السيدة لميس القسري بعد اعتقال أختها. وقد شنت الحكومة بمساعدة الأفراد الموالين لها، ووسائل إعلام الدولة، حملة تشهير واسعة ضد الكاتبة للطعن في مصداقيتها. وبسبب الحملة المغرضة والتهديدات المتكررة ، اضطرت السيدة لميس على الانتقال، وقد وصل الأمر بوزارة الداخلية لدفع شقيقها السيد ماجد ضيف، وهو ملازم أول في وزارة الداخلية، للكتابة علنا ضدها وإصدار تصريحات ضد شقيقته كانت أكاذيب سافرة !
الكثير من الأطباء الذين ساعدوا الناشطين – أمثال الدكتورة ندى ضيف- هم الآن خارج العمل، نضالهم يعكس الانتهاكات الشاملة لحقوق الإنسان التي تحدث في البحرين. منذ فبراير، قتل أكثر من 31 ومئات المواطنين البحرينيين اعتقلوا في الحملة العنيفة. لمجرد مشاركتهم في الاحتجاجات، فقد تعرض الناس للتهديد في وظائفهم ومنازلهم ومنعوا من مواصلة دراستهم، واعتقلوا. وقد اتخذت حكومتكم تدابير “غير ضرورية ومتطرفة” ضد أولئك الذين يحاولون تقديم معلومات إلى العالم الخارجي كالكاتبة لميس ضيف. لقد تمادت الحكومة إلى تعذيب وترهيب أفراد أسرة الشخص المشارك في الاحتجاجات.
فريدوم هاوس تدعو الحكومة والقضاء فوراً لإسقاط جميع التهم الموجهة ضد الدكتورة ندى ضيف والناشطين وأصحاب المهن الطبية والمهن الأخرى. كما وينبغي السماح ” لعائلة ضيف” للعيش في البحرين دون الخوف من المضايقات والاعتقال والترهيب. فأفعال الحكومة ضد عائلة واحدة تعكس استقرار الشعب البحريني ككل.
مع خالص إخلاصي
بولا شريفر
فريدوم هاوس
تعليق الكاتبة لميس ضيف على الرسالة :
في الوقت الذي أقدم فيه الشكر والامتنان لهذه المؤسسة العريقة ،التي يعمل طاقمها على دعم قيم الإنسانية والديمقراطية والعدالة والحرية حول العالم منذ عقود، على موقفها المؤثر مني ومن عائلتي التي عانت كثيرا بسبب مواقفي الوطنية، إلا أني أتمنى على كافة المؤسسات الحقوقية حول العالم حض�’ حكومة البحرين على احترام حقوق جميع المواطنين ووقف الانتهاكات والإساءات المتكررة بحق جميع العائلات البحرينية التي تعرضت للأذى وغرست وسائل الإعلام المأجورة مخالبها في سمعتها مستغلةً أجواء الانفلات وغياب الرقابة في تصفية حساباتها مع جميع الناشطين الشرفاء بعد أن حولت صفحاتها وشاشاتها لمحاكم صورية فاشية تعج بشهود الزور ولا يسمح ” للمتهم” فيها بإبداء رأيه، ولازال الإعلام الرسمي -حتى الساعة- يعرض اعترافات مصورة انتزعت بالإكراه لمواطنين مسلوبي الحرية بهدف التشفي منهم وتشويه مواقفهم وسمعتهم في انتهاك واضح لحقوق السجناء والناشطين الذين لم يدنهم القضاء بعد وغني عن البيان أنهم ليسوا في موقف يسمح لهم برفض أملاءات الجلادين !
أن على المجتمع الدولي أن يساعد المجتمع البحريني –بل والسلطة نفسها- على تجاوز هذه الأزمة السياسية الخانقة عبر الضغط المتواصل على الحكومة لعزل ومحاسبة المسئولين عن الانتهاكات الإنسانية والحقوقية التي تعرض لها المحتجين؛ بالإضافة لكشف المؤامرات التي حبكوها لخطف الرأي العام البحريني وتضييع بوصلته لحماية مصالح فردية على حساب وطن بأكمله.
وتقبلوا تحياتنا..
لميس ضيف