للوطن :

تقاطرت التعليقات على مقال الأمس فرادى وأفواجاً؛ وتبدى لي أن موظفي الجامعة كانوا بحاجة لفسحة للإفضاء عم�’ا بأنفسهم من هموم حبيسة لا متنفس لها إلا الصحافة.. المشكلة أن الشكاوى والتبرمات جاءت على كل اتجاه فما عاد من الممكن صوغها في سياق واحد؛ لذا آثرت جمعها – بنية تبويبها- ونقلها شخصياً لرئاسة الجامعة. ومن بين كل الملاحظات والرسائل لفتتني بشكل خاص رسالتين من بريطانيا لأستاذين من أساتذة الجامعة ابتعثا لإتمام الماجستير والدكتوراه أولاً لما تضربه من مثال صارخ على الاستخفاف باحتياجات الموظفين.. وثانياً لأن من يقرأ الرسالتين يخالها للوهلة الأولى مستنسختين من رسائل العمالة البنغالية لأهلها وصحبها في بنغلادش..!!
ففي الرسالتين تحدث الأساتذة كيف أنهم يعيشون – حتى في هذا الشهر الفضيل- على المعلبات من لوبياء وفول وتونة جلبوها معهم من البحرين.؛ ويتحدثان كيف أن الواحد منهم لا يملك أجرة العلاج لأن الجامعة تصرف لهم سنوياً 100 دينار كبدل علاج لإخلاء نفسها من المسؤولية وهو مبلغ لا يكفي لدفع كلفة التأمين الصحي هناك؛ وعليه فهم لا يلجأون للمستشفيات إلا فيما ندر.. ويؤثرون الاصطبار على الآلام عوضاً عن طلب العلاج.. وتفاصيل أخرى كثيرة – مذلة- تدمي القلب إن ما سمعتها عن شخص عابر؛ فما بالك بأساتذة هم من سيحملون لواء العلم ويقودون نهضة البلد!! 

ومن جملة ما ذكروه ، وما ذكروه كثير؛ أن المعاناة لا تتوقف على زهد المخصص وضيق العيش بل تمتد لإهمال لا يوصف لرسائلهم وايميلاتهم.. يسرد أحدهم كيف أن قسم الحسابات تأخر ذات مرة في إدراج المخصص – رغم علمه أن الإيجارات تسحب هناك من البنوك بشيكات مستحقة الدفع مطلع الشهر ؛ فما كان من البنك إلا أن غرم الطلبة بـ200 باوند لكل منهم ؛ كغرامة إصدار شيك بدون رصيد تحملها الطلبة صاغرين ولم يعبأ أحد بشكواهم.. 

كل تلك المعاناة وليدة قرار صغير.. قضى بحرمان المبتعثون – فور حصولهم على البعثة – من راتبهم الشهري على أن يستعاض عنه بمخصص دراسي لا يتجاوز الـ1200 باوند؛ والمسؤولين ”الذين يقضون صيفهم في أوروبا ويملكون فيها الشقق والفلل؛ يدركون جيداً فُحش غلاء الحياة فيها وقصر هذا المخصص عن سد التزامات الحياة هناك.. لذا فإنهم قرروا؛ بعد إلحاح؛ صرف الرواتب مع المخصصات – إنما- للطلبة الجدد فقط.. أما المبتعثين الموجودون حالياً فقد تم استثنائهم لسبب غير معلوم رغم أنهم يعيشون تحت وطأة الظروف ذاتها التي حتمت تعديل مخصصات من اعقبوهم!!

على صعيد آخر شكا الأكاديميين ذوي الرتب الأكاديمية العالية (استاذ واستاذ مشارك) في الجامعة من أنهم يستثنون من المناصب الإدارية ومن كون التعينات في صفوف المستشارين ومجلس الأمناء تأتي بناء على اعتبارات غير مهنية.. 
هذا وشكت موظفات من العسف الإداري الذي يعانونه من بعض العمداء والعميدات.. مدللين بذلك بحوادث ستجدون تفاصيلها في موقع الوقت الالكتروني.. لأن المشكلات كثيرة؛ والمساحة محدودة؛ سنرجئ ما بقي منها للغد بأذن الله..
يتبع..