:للقلب والروح
أتعرف .. كيف ينفخ الكاتب الروح فيخلق من الحبر .. شخصية ؟
يحول المأساة ، والملهاة، لأسطورة..
لحياة حقيقية ..!
هذه قصتي مع ذاتي ..
زخرفت الواقع وخيطت ثقوبه بإبرتي الحديدية ..
شقبلت الحقيقة لأخفف مرارتها..
لأزيد رونقها..
وها أنا اليوم أسيرة أحلامي .. الخرافية !!
*****
(2)
ألا تبت يداك ..
تمد يدك على امرأة يا شرقي الصفات ..
قوتك خذها للشارع واستعرضها على ذوي العضلات..
لا على امرأة مهيضة الجناح صارت – بإسم الله – رعية من رعاياك ..
أتعرف ماذا سقط منك لما رفعت يدك عليها ؟!
سقطت رجولتك الخرقاء ..
ألا تعرف أن الله يعد دموع المرأة المظلومة..
وتلك الصفعات مدخرة لك .. في السماء..
*****
(3)
موج هذا الحياة يجرفني ..
مشغولة بمقارعة أمواج وصيد أسماك
وما نظنه – وهماً- حجراً نفيساً فيتضح أنه فتات أصداف..
أهرب من فكرة الموت وهو يمشي معي..
أتغشى من فكرة ما بعد الموت: وهي أولى بأن يكون همي..
نفكر كثيراً في العقار..
في المال .. في الإستثمار..
ونؤجل التفكير في النعيم والنار..
نظن أن آخرتنا مؤجلة ..
وهي على بعد أمتار ..
نحن ضحايا كثير مما في هذا العالم من دمار..
لا نملك السيطرة على مسير هذا العالم المغوار
مواقعنا تحددت بقدر – حتى أسمائنا – لم يكن لنا فيها قرار
لكن..
كل ما بعد هذا العالم مسئوليتنا..
كتبناه نحن ..
زخرفنا الصفحة أو لطخناها .. بكل استهتار ..
*****
(4)
ليت كل الرجال .. مثلك ..
في رزانتك .. كرمك .. وحلمك ..
أنت يا من الزين رسمك..
والرحمة من فرط ارتباطها لك تخللت إسمك ..
حلم أنت ..
داخل حلم ..
في قلب حلم ثالث ..
أخاف أن ” أحسدني ” عليك ..
يعيش الناس عمرهم يحفرون بحثا عن بئر الحب..
وأنا وجدت النبع الخالد ..
*****
(5)
ماذا أريد في يوم عيدي ..
أريدك كل الحنين الذي نزف من وريدي ..
كل الفرص التي ضاعت ..
والرسائل التي انتظرتها بشغف .. ولم تصل لبريدي ..
وأريد السنوات التي ضاعت في المنفى ..
التي سكنت فيها بيوتا بلا ألفة ..
بعيدا عن صحبي وأهلي وأطفالي..
أطالب بتلك السنين ..
التي تجرعت فيها الشوق ، من القهر ، من اللهفة ..
وأريد أيضا..
أن تمسح كل خطوط العمر التي تسللت لي في غفلة..
وإن كنت لا تقدر أترك هداياك لمن ينتظرها..
فما عادت تلك الأمور تساوي في ميزاني نتفة !!
*****
(6) سأذهب لأنام ..ولا تيقظني ..
سأسافر لسوريا كما أذكرها قبل سنين..
يوم كانت البوظة الشامية تناديني..
والسيدة زينب تفتح بابها للملايين..
وكان كل السوريون في أعيننا واحد ..
لم يكن يفرقهم عرق ولا مذهب ولا دين ..
كانوا مثقفين ومبدعين ولكلماتهم نغم ولحكمهم رنين..
دعني أنام وأنسى داعش والنصرة ومآسي حلب وغدر قسطنين..
وصور سوريا في عصر الغاب التي ما كاد الحق بين الفرقاء فيها يبين ..
وإن طال نومي لا تيقظني ..
أريد أن أنام بلا يقظة .. ككل هؤلاء المجانين