:للوطن

بلغني أيها الملك الرشيد أمركم بلجنة تحقيق في ما جرى من غرائب في بلد العجائب.. ولأني شهرزاد عصر “الآي باد” سأقص عليك القصة التي تعتريني كلما ذكرتها غصة.. قصه ألف دمعة ودمعة بحرينية وهي ليست بقصه أسطورية..سأصب لجلالتك الحقيقة وسأكون صريحة ودقيقة.. ولأني أعذر الملوك والسلاطين لأنهم يعيشون في صوامع من بلور فأسمح لي بقول المحظور واكفني شر سيف جلادك “جوهر” الذي لا يستكين ولا يرحم – لا لأني أهاب الموت- ولكني أخشي أن أغيب قبل أن..أتم القصة

والآن يا ساده يا كرام صلوا على خير الأنام..وأسمعوا قصه شعب أرهقته اللصوصية والمسرحيات الأمنية، همه الأول المسكن ورواتب الوظائف التي لا تسمن. قصه “هنود الخليج” الذين لا يعرفون علام هم هنود الخليج ! يعيشون في جزيرة المحار التي تطوقها البحار التي ما عادت تجود بالخيرات من فرط الدفان والسرقات.. ثلث مساحة بلادنا أكلها حوت الفساد.. ومواطنيها حيارى للبنوك والديون أساري.. والخدمات الصحية ضعيفة ومترهلة وسخيفة..سير العدالة في محاكمنا قاتل والكل عن حقوق المظلومين غافل.. الوظائف توزع للمعارف، ومعايير تولى المناصب المهمة.. مبهمةٌ ومخزيه !

لدينا برلمان لا يستر من هجير ولا يحاسب وزير؛ نصفه دراويش والنصف الثاني عمله “على ما فيش”.. لدينا مجلس شورى كل من فيه له كروش ولا يحس بمن لا يملك القروش.. لدينا دستور مطاط و”منحوس”.. لدينا صحافة ولكنها مطية رداحه. مبادئها العجين ” تُشكلها” أصابع من يملك الدينار والصولجان ..

لدينا ديمقراطية بيوتها “عنكبوتيه” وحكومة ” ديكارتية ” قناعها كمول ولا تفعل نصف ما تقول..

لم يكن الشعب – باختصار- مرتاح وكان بقهره صداح ولكن الأذان كانت مصمومه فشكونا أمرنا لله والشكوى لغير الله مذمومة.. بالمفاد يا سامعين وجدنا أننا لا نعيش مع العائشين.. وهكذا يا ملكنا الحنون أكتشف شعبنا المغبون أنه كثور الطاحون، الذي عصبت عيناه فصار يدور ويدور.. ويعتقد انه يقطع الأرض ويصل بخط مستقيم لحيث لا يصل إلا الثور المكين..والحقيقة أنه قابع مكانه يدور في ساقيه..لا يشرب من سلسبيلها إلا النذر اليسير !!

تلك هي الحقيقة؛ مشكلة شعبنا لا سياسية ولا طائفية بل في عدالة مغيبه مخفيه.. أما نشيد “السنة والشيعة” فتأليف من فكر ودبر، وقُتل كيف دبر..فأست�’ل لما رأى الناس تغلي المصباح وحرر مارد الطائفية وأعطاه البندقية ، بل وولاه على الرعية، وأستأجر من يعينه على ” حبك” المسرحية ليعيد الثور المغبون للطاحون بأي ثمن.. كان ما يكون.

وسأقص عليك يا مليكنا قصه دوار اللؤلؤ وكيف سحقت أحلام اللؤلؤ ليسمعها معك الأنام ولكن.. ها قد شعع الصباح وعلينا أن نسكت– مؤقتا- عن الكلام المباح..