:للقلب والروح
وأن كسر إرادة الأنثى بطولة ..
وأن فرض الرأي من بديهيات الرجولة..
وأن الخيانة هي الدليل الأليل للفحولة !!
إبتلينا يا عالم بهذه الأمة الرعناء..
صدقوا بأنهم رجال ..
لمجرد أنهم ليسوا.. نساء !
(2)
أوهموهم أن الدين لحية وعباءة سوداء !
وأن الجنة “على قدهم” وستضيق بغيرهم السماء ..
وأن الله خلقهم “نوابا” عن الأنبياء ..
وأن غيرهم فاسق وخطيئة أن يكونوا معهم رحماء !
أوهمومهم بأن الله محتاج للصلاة !
وأن الدين فروض وركعات وحج وعناء..
وكلما زاد المرء منهم تدينا كلما – لسبب ما- إزداد على الخلق تكبراً وجفاء !
أرحمونا يا ” أهل الجنة” ..
فالطحين قد زاد فعلاً .. على الماء !
(3)
أوهموها أن الجمال علبة ألوان..
وأن الأفئدة لا تميل إلا للغيد الحسان..
أوهموها أن حبيبها لو عصى..
فسياط عينيها – عنها- سيذودان !
واكتشفت أنها لا تفهم..
وأن الجمال زائل .. والحظ خوان ..
(4)
أوهمونا ونحن صغار..
بأننا لو دخلنا الملعب.. ولعبنا في صف الأخيار..
فلن نخسر إلا جولة..
وستكون عاقبتنا الإنتصار.
لذلك كنا – دوما- ثوار..
ودافعنا – حتى النزف – عن الأحرار..
ورفضنا الزخرف..
ومهما قسى الموج قاومنا الإنجرار..
لكننا عرفنا بطريقة مفجعة ..
أن الحياة ليست مسلسلا من 30 حلقة
وأن الواقع في قسوته .. جبار
وأن الرياح تهزم – أحيانا- الأفكار ..
وأن الثورات لا تأتي بالخير دوما..
وأن الحق له ألف وجه
والصبر ليس دوما بقرار !!
عرفنا – بأقسى طريقة – أن إستدبار الليل لا يعني في السياسة “إستقبال” النهار..
وأن الشعوب تخذل نفسها أحيانا
وأن الحاكم صنيع بعض هذا الدمار ..
عرفنا – بأن الغد ليس أجمل دوما ..
وأن بعض مآسينا قدر.. لا يحجبنا عنها ستار..
الحياة أبيض.. وأسود..
هكذا أوهمونا ونحن صغار..
فأرهقتنا الحياة بأطيافها..
وضاع منا القرار !
(5)
أوهمونا بأن الحب قصص وردية ..
وأن الحب غاية ووسيلة ..
أوهمونا بأننا ناقصون دون شريك..
وأن الحب بلسم للجراح ..
ويغير وجه الكون.. ومجرى الرياح..
ليتهم صارحونا أن الحب الذي أرق الشعراء..
وملأ أركان الأغاني وقض مضاجع الفقراء والأمراء..
يشبه كل شيء مزيف في هذه الحياة ..
(6)
مهمة التفاصيل.. مهمة الأشياء ..
خدعونا هكذا ..
والحقيقة أن الحياة لا شيء..
مجرد محطة تافهة نمر بها حتى الفناء ..