عين على الفساد : 3أخبار ”تسم البدن” طالعتنا بها الصحف يوم أمس.. هي أقرب للفضائح منها للأخبار؛ وإن دلت على شيء فإنما تدل على ما وصلنا إليه من تردٍ�’ وضياع تقصر الكلمات عن وصفه..!! الخبر الأول يقول: تناوبوا على الاعتداء عليه أثناء تواجدهم بالتوقيف، وتشير تفاصيل الخبر إلى أن 3 موقوفين في مركز شرطة المنطقة الوسطى أمسكوا موقوفاً من رقبته وحسروا ملابسه وتغلبوا على مقاومته وتناوبوا على الاعتداء عليه.. اثنان من هؤلاء هما نفسهما بطلا قضية طفل الرفاع التي سيمر عليها زهاء العام دون حكم..
الخبر الثاني يتعلق بقضية متهم اعتدى على عرض مريض متخلف عقلياً وأين؟ في مبنى مستشفى الإمراض النفسية نفسه!! وتشير التفاصيل إلى أن المتهم، والذي أدين في قضية اغتصاب وقتل خادمة ثم استطاعت المحامية فاطمة الحواج تبرئته؛ قد أودع لمستشفى الطب النفسي للكشف عن قواه العقيلة؛ وأكدت تقارير المستشفى أن المتهم مسؤول عن أفعاله ولا ترقى علته لتبرئته من جرائمه ولكن محامية المتهم – بالطبع- دفعت بالعكس وهو ما يبشر بتبرئته من فعلته الشنيعة تلك.. مجددا!!

الخبر الثالث أتى بمسحةً من الطرافة ليقول: إن الداخلية – وبعد جهود استثنائية- استطاعت القبض على المتهم العربي الذي هرب من قاعة المحكمة ”تخيلوا” بمعية أحد أقربائه الذي يعمل شرطياً بالداخلية ”لا.. تعليق” وجاء في متن الخبر أن المجرم، وهو رجل أمن في إحدى المجمعات، وقع على هاتف نقال لفتاة بحرينية بعد أن أضاعته في المجمع وهددها بنشر صورها العارية الموجودة في حافظة الهاتف.. وقد حكمت عليه المحكمة بالإبعاد ولكنه فر�’؛ وما تم القبض عليه إلا مؤخرا..!!

ما هذا؟! أي جرم هذا الذي اقترفنا لنصحو ونجد أنفسنا في بيئة ملؤها الجرائم والتسيب وتبلغ فيها الجرأة بالجناة مبلغاً لا يخافون فيه هيبة قانون ولا رجال أمن..!!

متهم يغتصب من قبل 3 في مركز توقيف؟! أين كان الحراس والمسؤولون الساهرون على خدمة الشعب.. أين كانت الرقابة.. إذا كان المرء وهو تحت أعينهم وفي أحضان قضبانهم وعلى بعد خطوات منهم لا يسلم من نير المجرمين.. فأين يأمن المرء على نفسه إذن!!

حالة اعتداء على متخلف؛ وفي المستشفى.. أين كان الممرضون والأطباء والمنظفون والحراس والأهم.. كيف يترك من دخل في قضية اغتصاب وقتل دونما مراقبة قرب نزلاء آخرين لا حول لهم ولا قوة!! أما في قضية العربي فلن نتندر جهراً؛ فالشماتة في رمضان بالذات- حرام!!

حقاً؛ أي فوضى هذه التي نعيش ومن هو المسؤول عن كل هذه التسيب و”الميوعة” في حماية الأعراض وفرض القانون..!! عموماً؛ لهؤلاء المجرمين عذرهم.. فالذين اعتدوا على الموقوف ”المحبوس على ذمة قضية عابرة” كرروا فعلتهم الشنيعة مراراً وهاهي الشهور تمضى وما مسهم سوء..!! قائدهم كرر فعلته الشنيعة 8 مرات -أشهرها مع طفل الرفاع – وفي كل مرة كان يعاد للطرقات ليكرر فعلته.. يعرف هذا أنه ليس في دولة كالسعودية والكويت ولا حتى في أمريكا وبريطانيا حيث تحترم الأعراض ولا يستخف بحقوق المعتدى عليه وكرامته وإنسانيته.. فلا عجب اذن أن يتجرأ على الداخلية في عقر دارهم.. أما مغتصب المتخلف في المستشفى؛ فقد رأى كيف نفذ من الاغتصاب والقتل قبلاً.. وعرف ما أن تراءى له ضعف الضحية الجديدة؛ انه سينفذ مجدداً!!

لا نقول إلا ويلكم من عذاب الله.. ويلكم من دعوة المظلوم ودعوة من جرح صدره ظلم المظلوم من أبناء هذا البلد الشرفاء الذين يصفقون اليد باليد حسرةً وقهرا..