:للقلب والروح
(1)
الغزوة الأخيرة..
لم أبكي من أعوام ..
نفذت دموعي بعد ذاك العام..
أبكي اليوم بهمس لا يسمعه إلا ورق الأشجار..
ولا يفهمه إلا الملائكة..
وله كبرياء الثوار..
***
بعضٌ مني مات يوم ودعتك في الميناء..
أخطئ أخطائي.. أني وافقتك ورافقت ذاك المساء..
لأرى سفينتك تمضي..
وأرى ربيعي يتحول في ساعات لشتاء..
ودعني الشباب..أتصدقين ؟
شختُ في ساعة..!!
كبرت 7 سنوات..
راقبت الأشرعة وهي تصغر..
وكان همي وقتها كبركان يتفجر..
رمقت يومها وضبطتك من بعيد.. تبتسمين..
كل دموعي سقطت في ذلك اليوم الحزين..
بعضٌ مني مات يومها.. ودخل الجحيم..
****
الآن..
… تعودين؟
قضيت وطرك من الدنيا
وإلى دياري عدت تتسحبين..
تطمعين في غزوي من جديد..
لا يا جرحي العنيد..
خذي جيوشك وأنسحبي..
فآخر غزواتك أنتهت..
يوم أكتشفت أن كل دموعي.. جفت..
(2)
الفرق بيننا ..
من فينا الموهوم ؟
أنا التي أرى النصر قادم..
وأن الغيوم لا تدوم..
أم أنت الذي تظن أن الكون يُحكم بالعضلات يا مجنون؟
أضحك يا مضطهد المساكين..
يا سارق الملايين..
الفرق بيننا..
ان عندي صبر الفلاحين..
وأنت لا تملك سوى.. غطرسه المحاربين !
(3)
خفيف الدم..
كم تضحكني يا.. أنت ..
أتذكر يوم قلدت مشيتي.. فتعثرت !
أتذكر يوم تسوقنا وتحديتك أن تضع أحمر شفاة،
فوضعته – بلا خجل- وتصورت !!
لن أكون لك فلا تحاول..
وفي سبيل حبي لا تقاتل..
ولكن..
أضحكني دوما..
أضحكني أكثر..
أن الحياة أشد بؤسا مما كنت أتصور..
وأنا.. أنا
أسبح في دموع الناس.. أقاوم سياط الحراس
وأخشى.. أخشى كثيرا.. أن أذبل..!!
أضحكني..
أضحكني أكثر..
أضحكني ولو على نفسي،
على أمسي.على هذا العالم المقعر..
أضحكني فقلبي حقل محروق..
لم تبقي النار فيه برعماً أخضر..
وسأعدك أني لو نويت الحب..
ففيك.. سأفكر..
(4)
قولي.. كفى ..
أحسبيها يا صديقتي..
كم مرة ستعيشين؟
فكري..
كم تبقى من العمر..
كم سنة جميلة بقت..
لتتحملي هذا اللعين..؟
كيف سمحتي له أن يستبيحك ” بعقد نكاح”
يضربك.. يسفك كرامتك
لتعيشي حياتك بشكل مهين !
أتهابين القبيلة .. أم الأهل.. أم ألسنة الأفاكين..
لم تولدي يا عزيزتي لتذلي..
وما هكذا تعاش الحياة يا ابنة الطيبين ..
(5)
آخر كلام عندي..
احترق أيها العالم..
ولينبح كل كلاب الحي..
أصرخوا.. انفجروا أكثر..
أوغلوا في الغي..
زيدوا في الطغيان
حاربوني، اقذفوني بالقطران..
لن ألين لكم..
وسأقف مع حق الإنسانية والإنسان..
الحياة قرار..
وقد قررت أن أكون .. نفسي..
ستتعبون يوما أما أنا فسأبقى واقفة.. كشجر السنديان..
****