:للوطن
كنا قد شرعنا بالأمس في تناول لمحات من العالم السفلي في البحرين.. ذلك العالم الذي لا يشبه البحرين ولا أهلها في شيء .. وتوقفنا عند الحديث عن القرارات التي صدرت بغية تحجيم وضبط المراقص والصالات الفنية من قبل محمد عبدالغفار وزير الإعلام آنذاك ولم تنفذ ولم يسأل أحد لم جُمدت!!
فرغم أن الموجة التي جوبهت بها تلك القرارات كانت عاتية إلا أن أحداً لم يجتهد أو ينتفض لمؤازرتها في مفارقة تستحق التأمل.. فلا النواب والكتل البرلمانية التي تدعي الذود عن الدين عبأت ولا الجمعيات – بمن فيهم تلك الإسلامية- اهتمت؛ بل إن عامة المواطنين لم يُبدوا تفاعلاً حقيقياً لا معه ولا ضده!! ربما لأنهم ألفوا وجود هذا الدنس بيننا فماتت الحمية في قلوبهم أو قد يكون السبب أن هؤلاء لا يحتكون ولا يعلمون عن مفاسد هذا العالم إلا اللمم فلا يثيرهم الأمر..!!
بيت القصيد أن غبار معركة ”الصالات الفنية” قد انقشع بانتصار تلك الصالات وبقيت لتعيث في الأرض فساداً وتثرى من تدنيس البلاد.
بالطبع أثبتت الفنادق- بما فيها فنادق النجمتين- بانتصارها الساحق ذاك أنها ليست بلقمة سائغة..وكيف لا وهي لقمة كبيرة لا يستأثر بها شخص واحد أبدا.. فالفنادق – موضوع الحديث- هي كعكة يتشاطرها الملاك الفعليون -غير المعلنين في العادة- وهناك من يتأجر الفندق أو صالاته بالباطن لإدارتها؛ أحياناً لـ100 ألف دينار شهرياً.. وهنالك مالك المبنى والترخيص طبعا وهناك حامي حماة الفندق.. وما أدراك ما حامي الحماة هذا!!
فكل تلك الفنادق المشبوهة لها متنفذ يقف وراءها؛ يخلصها من ورطاتها؛ ويسهل أمورها .. وشراء مثل هذه الشخصية ليس رخيصاً أبداً..وبسبب هذه السلسلة من المتنفعين ترتفع كلفة العمل بالشكل الذي يجعل تسديد نفقاتها عبر تأجير الغرف فقط- عملياً- غير ممكن.. لذا فإن اللجوء للأعمال غير الشرعية لا يكون خياراً أحياناً..
الشقق ..عالم آخر
ربما تكون الفنادق بمراقصها وديسكواتها هي أوضح معالم العالم السفلي في البحرين إلا أن الشقق المفروشة هي أخطرها اليوم.. فإن كانت مداهمة المراقص والحانات للقبض على المقيمات غير الشرعيات متيسرة: فإن مداهمة ومراقبة الشقق مفروشة عبء مغلظ..
ابتداءً؛ عدد مباني الشقق المفروشة غير معروف لأن الكثير منها يؤجر دونما تصريح مسبق.. وهذا هو ما أشار له ديوان الرقابة المالية في تقريري 2007 -2008 وهو ان كثيرا من المباني تحول لشقق مفروشة تؤجر باليوم أو حتى بالساعة دون المرور بالإجراءات الرسمية.. وإن كان عمل الفنادق مشوباً ببعض الحذر عند ارتكاب المخالفات وإدارة تجارة الرقيق والجنس فإن تلك الشقق تبدو متحررة من هذا الخوف.. وأغلب المقيمات غير الشرعيات في البلاد يعشن و”يسترزقن” في هذه الشقق سواء في ذلك الهاربات من كفلائهن أو من دخلن البلاد إبان الفورمولا ون ولم يخرجن منها أو أولئك اللاتي ابتعن إقامتهن مقابل دفع مبلغ شهري للكفيل الذي لا يعرف – ولا يريد أن يعرف- ماذا تفعل تلك الآسيوية أو العربية لتدفع له الـ300 أو الـ400 دينار كل شهر!!
بل إن تلك الشقق أجرأ في المجاهرة بأعمالها.. تجد سماسرة الهوى يقفون بمحاذاة العمارة جهاراً نهاراً ؛ولاسيما في شارع المعارض؛ ليتلقفن المركبات المارة ”خاصةً تلك التي تحمل لوحات خليجية” ليعرضن عليها الفتيات واللواتي نأسف كل الأسف أن نقول إن كثيراً منهن بحرينيات وقاصرات أيضاً!!
يتبع