اجتماعية ناقدة: أعتذر للقراء سلفاً عن فجاجة الموضوع ولكن التوعية ترياق علينا أن نسقيه للقراء؛ أياً كان مراً. ونحن لسنا في وارد أن نسمع عن أمراً كتفاقم حالات الاغتصاب على يد الصهر ” زوج الأخت” دون أن نحذر من الأمر وندق عليه نواقيس الخطر..
فإبان زيارتي الأخيرة لمركز بتلكو للعنف الأسري؛ ذلك المركز الرائد المتفرد؛ لمحت أماً و3 أبناء يقصدون المشورة؛ وفي حوار خاطف أكتشفت أن الثلاثة – ابتداءً من الصغيرة ذات الـ7 سنوات وانتهاء بالأخ الأكبر البالغ اليوم 15 سنة- تعرضوا للاغتصاب على يد زوج أختهم الكبرى وذلك عندما كان مستأمناً على رعايتهم في فترات غياب الأم وفي غلفة من الزوجة..!!
أعادت لي الواقعة ذكرى حالة حصلت في صفوف أبناء الطبقة المخملية؛ بدأت بتربص زوج الأخت بأختها الصغيرة وعمرها 8 سنوات والاعتداء عليها وانتهت بمحاولة الفتاة الانتحار لما وصلت للـتاسعة عشرة ووجدت نفسها مضطرة لرفض الخاطب الذي تحبه خوفاً من افتضاح سرها القديم.. ولكن السر بنجاتها من الانتحار أنكشف؛ وصارت العائلة المرموقة في موقف صعب؛ أتشكي الصهر الذي غدا مسئولاً يشار له بالبنان وتفضح معه أبنائه وبناته أم تكتم الأمر وتضيع حق الابنة التي شربت معاناتها سنيناً ونامت على جمر الوجع ليال وسنيناً ؟! وككثير من العائلات انتصروا للخيار الأول خوفاً من ألسنة الأفاكين التي ترحم الفتاة؛ وإن كانت هي الضحية مهيضة الجناح !!
وأمام دفق الأفكار المريعة سألت د. بنة بوزبونً حول تواتر حالات اعتداء الصهر على أخوات زوجته لتكشف لي حينها حقائق مريعة.. إذ أوضحت أنها – ومن خلال تجربة ممتدة عبر 25 سنة- وجدت أن نسبة ضخمة من قضايا الاغتصاب المتكرر؛ بطلها زوج الأخت؛ وهي نسبة لمست تزايدها في السنوات الأخيرة.. نظراً لأن عرف مجتمعنا يعتبر زوج الأخت أخاً ويستأمنه على الأطفال الذين يكونون فريسه سهلة للمعتدي ولتهديداته وابتزازه..وساقت لي الدكتورة حالة لطفلة في السابعة عمد زوج أختها على الاعتداء عليها بشكل منتظم لمدة 3 سنوات؛ حتى إذا ما بلغت سن المراهقة وتمردت عليه أنفض عنها وأنصرفت هي عن هواجسها بالإشتباك في علاقات مع صبية بسنها.
فلما جاء اليوم الذي مسكت فيه وصديقاتها بكمين شرطة أثناء هروبهن مع شباب من المدرسة عرضن على الطب الشرعي الذي كشف أنها – من بينهن- امرأة من زمن بعيد.. فتكشفت مسألة الاعتداء وكانت أختها – زوجة المعتدي- عندئذ حاملاً في شهرها الخامس..
ورغم وطأة الصدمة وإنكار الزوج وتعمده – هو وأسرته- الى التشهير بالأخت الصغرى والتشنيع عليها في كل مكان إلا أن الأخت/ الزوجة أنتصرت لأختها ووقفت معها وصدقتها؛ خاصة وأن الأخت أثبتت ما تقول بذكرها لعلامات بارزة في جسده وتصرفاته أيدت قولها.. بالطبع لم يحكم قضاءنا المغوار عليه بالسجن إلا لأشهر لا تعادل في الحقيقة – نقطة في بحر معاناة الأختين وحياتهما التي تدمرت بشكل لا أخال الزمن قادراً على إصلاحه..
تلك القصص نبسطها أمامكم اليوم للعضة.. ولتقوموا أنتم أيها القراء بدوركم في توعية من حولكم – لاسيما البسطاء الذين تتمركز تلك الحوادث في بيئاتهم- أننا عناصر في مجتمع يُعلم الطفل أن يطيع الكبير في كل ما يقول.. ويلومه – بشدة- حتى على ما يقع عليه من ظلم.. مجتمع يرى التوعية الجنسية قلةً حياءً – وترفاً- لا يحتاج له إلا المقبل على الزواج !!
للمرة الألف نقول؛ أبناؤكم أمانة.. تيقظوا لهم ولا تأمنوا عليهم أحداً في هذا الزمن الفاسد.. وعلموهم أنكم حصنهم وملاذهم الآمن ليلجئوا إليكم في العسرة؛ عوضاً عن أن تكونوا – بقسوتكم- السلاح الذي يبتزون به ويتعرضون تحت تهديده ؛ لمزيد من الأذى والأستغلال..