للقلب والروح
لنفسها عادت..
تعلمت وهي صغيرة ..
انها سواء بكت/ أم لم تبكي..
فلن يأتي أحد..
ولن تجد يدا تكفكف دموعها..
أو تضيء لها في وحشة الليل قنديل..
فتوقفت عن البكاء..
****
تعلمت وهي صغيرة ..
أن الثقة بالأحباء.. ضرب من الغباء..
فإعتزلت الثقة وأحكمت الأبواب..
كبرت الصغيرة..
صارت جميلة، شهية ومثيرة ..
ولكنها ظلت لتلك الطفلة .. أسيرة ..
****
دخل حياتها عندما كانت تلك الطفلة غافية..
تسلل كزوار الفجر لحياتها الدافئة..
أقنعها أنه قدر آمن.. فوثقت..
أقنعها أنه منديل – وبعد سنوات العيش في صحرا العيون – بكت ..
نسيت في حضرته نفسها..
لذا يوم سقط في الإمتحان..
فاجئته .. فاجئت نفسها لأنها ما أنكسرت..
كانت كمن نست كل دروس العمر.. نست نفسها
ثم…تذكرت !
****
(2)
التفاحة المحرمة..
إستيقظ بنصف ألم ..
ونصف راحة ..
كانت قد رحلت من حياته..
تسللت كخيوط الفجر لظلمته ..
كان يعرف يوم إلتقاها أنها محرمةٌ عليه تلك التفاحة ..
لكنه أحبها كما تحب الأم طفلها الذي ولد بقلب عليل ..
تعرف أنه سيموت يوما.. ولا يزيدها ذلك فيه إلا حبا..
كان الفراق يطارد أيامهما كشبح عنيد..
كانا مسكونان بالحب.. وبالخوف.. وبقهر شديد..
عندما تلاشى نيزكها من حياته أخيرا..
نام في فراشه أسبوعا..
لا تشعر بالأنفلونزا قبل أن تهاجمك..
تشعر بها عندما تفتك بك..
هكذا شعر عندما ذهبت..
أنها كانت حزنا كامناً بين عظامه وهاهي قد تمكنت..
بعد الأسبوع إكتشف أنه لم يكن معها يوما سعيدا..
وأنه لن يبكيها عمرا مديدا..
كانت شيئا جميلا ، مقلقا ، مؤقتاً..
رحل كما جاء ، بلا أمتعة ، خفيفاً ..
بنصف راحةً.. وبنصف تعب .. لبس قميصه..
قبل صورتها ثم مزقها ..
وترك حبها في الدرج ومشى وحيدا …
(3)
الغيور..
تزوجته صغيرة جداً..
أراها بعينيه الحياة..
كانت عجينة وهكذا أرادها أن تبقى..
أرادها أن تكون مصنوعة وتخيل أنه إله !!
بين جدران صماء حبسها..
كره أن تدرس.. رفض أن تعمل..
رفض فكرة تعلقها بشيء ما..
كانت الغيرة حجته فأحبته..
أحبت فكرة الحب الذي إختبئ تحت عباءة تلك الغيرة الرعناء..
كبرت الصغيرة ولم تكبر..
قتلها أن ترى قريناتها يكبرون ويبدعون وهي.. مسكونة بالخواء !
أحبته وخنقها ..
صلب روحها وأستباح أحلامها الصغيرة دون حياء..
حتى رأته مع غيرها..
فإنهار سور الخوف العظيم..
وإكتشفت بأنه لم يكن غيورا عليها بل لئيم..
وأنه أحب أخرى لإستقلاليتها..
ولأنه مل دور الزعيم..
خرجت من حياته وتنفست الحرية وإرتوت منها بعد جفاف..
عادت لطموحاتها التي علقتها في الخزانة مع فستان الزفاف..
كانت تعيش معه حسرة الحياة على الرصيف..
وهاهي تحلق وتودع بوداعه أيام الضجر والكفاف ..
****
مسك الختام ..
ليس كل رحيل بلاء..
بعض الرحيل.. جميل