اجتماعية ناقدة : عندما تعف الدولة عن مساعدة الناس أو لنقل تلطفاً إنها “تجد نفسها عاجزة عن تلبية احتياجات جميع مواطنيها فأقل ما عليها فعله هو أن تتركهم ليساعدوا أنفسهم وتذلل لهم العقبات والصعوبات. ولكن ما نراه هو أن الدولة لا ترحم ولا تترك رحمة الله تنزل، وإليكم أمثلة ثلاثة تقاس عليها عشرات الأمثلة المشابهة:
الشباب متوسطو التعليم الذين يمتهنون توصيل الراغبين في الذهاب لدول الخليج براً لاسيما العائلات المعسرة التي تعتبر زيارة دول الجوار -على قيضها وغلائها – سفرة تقشع الهم وتسلي الأولاد. هؤلاء الشباب الذين أراحوا الدولة من عبء توظيفهم وكافحوا ليعيشوا.. كيف دعمتهم الدولة ؟!
أولاً بان منعت مالك حافلة النقل الخاص “ذات اللوحة البرتقالية من الخروج عبر الجسر -إلا- لمرة واحدة شهريا في الوقت الذي تستطيع فيه حافلة نقل سعودية مشابهة أن “تشبر الجسر ذهاباً وإياباً لآلاف المرات دون ممانعة.. بالطبع بعضهم يلتف على هذا المنع باستئجار لوحات سعودية أو سيارات مختلفة لتجنب المساءلة والتضييق، بيد أن ذلك يأتي على حساب ربحيتهم البسيطة.. أضف لذلك أن هؤلاء يتعرضون للتعطيل في الجسر دوماً؛ لعدم وجود معبر خاص بهم.
– النساء العاطلات أو حتى العاملات بأجور زهيدة من صفوفهن مطلقات وأرامل قست عليهن الحياة. هؤلاء يستعضن عن استجداء العون بالعمل الشريف عبر شراء ملابس الأطفال أو شيلات من الإمارات وغيرها لبيعها والترزق منها.. ولأجل ذلك يتعرضن للمهانة ويضطررن لترجي المناوبين ولم ؟! لكي لا يجبرن على دفع جمارك ..
جمارك؟!
على ماذا تريد الدولة رسوماً؟!
على درزن جوارب ودرزنين ملابس داخلية وبيجامات..!!
مسؤولو الجمارك يرون أنهم بذلك يحمون أصحاب المحلات.. أوتنافس هؤلاء النسوة المحلات الكبيرة؟!
والله عيب..!!
– عندما يشيخ سواق التاكسي ولا يعود الواحد منهم يقوى على اللف في الأسواق والطرقات بانتظار زبون قد يأتي وقد لا يأتي، ماذا يفعل حينئذً ؟!
يلجأ هؤلاء للاصطفاف في المطار بانتظار السواح لكون أجرة التوصيل من والى المطار – قانونيا- أعلى.. ولذلك نظام ينظمه المرور يتيح لسيارات الأجرة الاصطفاف في طابور لساعات يقضيها هؤلاء عادةً في مسامرة أهل “الكار والتفرج على العابرين..إلى هنا يبدو كل شيء مقبولاً.. ما هو غير مقبول هو أن زمرةً من السواق الآسيويين يأتون بسيارتهم بمحاذاة الباب ويخطفون الزبائن – بلا انتظار ولا عناء- ويتقاضون نصف الأجر ويحضى هؤلاء في العادة بعمل مضاعف لعدم إضطرارهم للأنتظار.
ذلك يتم بالطبع على مرأى رجال المرور الذين يحكمون قبضتهم على المطار حتى لا يكاد المرء يركن سيارته لدقيقة إلا وعاجلته المخالفة..والسؤال هو :
أفلا يستطيع هؤلاء حماية مصالح المواطنين؟!
فكروا يا ذوي القرار في الناس.. فكروا يا ذوي الجيوب المتخمة بحسرة الفقير.. وعليكم بالقرارات التي تخفف عنه لا تلك التي تزيده كبداً على كبد..
هامش
قال رسول الله (ص):
دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.