:للقلب والروح
فما بالك بدائرته ..
وعشيرته ..
وبما ملك ..
هذه الحياة لا تؤخذ غصباً يا صديقي ..
علينا أن نعيشها .. كيفما أتفق ..!
(2)
أن لا تكون برضى الناس .. مهموماً ..
بمعاييرهم عن الجمال والنجاح.. مفتوناً ..
أن لا تجاهد لتقنعهم بحقيقتك ..
فأنت .. أنت ..
لن يغير رأيهم فيك خيطاً من طبيعتك ..
هل تهتم النمور برأي من في الغابة ..؟
هل تنشغل العصافير – حقاً – برأيك من براحته سامعها من انزعاجه ..؟
هل تكبر الشجرة وفق تطلعات الفلاح ومزاجه ..!
وحدهم البشر من تحركهم الرغبة في انتزاع رضا والتصفيق !
لهذا يشقون جداً .. جداً..
.. ويضيعون الطريق .
(3)
الحر لا يبلع الإهانة ..
يواجه من أزعجه في أوانه ..
كثيرون ينام والقهر يشاركهم الوسادة ..
لأنهم لم يعبروا عن أنفسهم في موقف ..
خانتهم الجرأة .. عازتهم الإرادة ..
يتخيلون عشرين ردة فعل انتهت صلاحيتها ..
يعيدون الحادثة في رؤوسهم ألف مرة ..
تحوم الأفكار على رأسهم كصقور تنتظر انهيار المنهك .. لتنال من حطامه ..
هؤلاء الذين يعتقلون لسانهم بلا هواده ..
عبيد من نوع جديد ..
أسرى شرخ في الشخصية ، جرح كبير يغطيه الصديد ..
لتعيش في هذه الحياة يجب أن يكون قلبك حديد ..
تواجه وترد البغي عن نفسك
وترسم الحدود وتكون – في حقك – عنيد ..
ليس حراً من قضبانه في نفسه ..
سجين هو .. سجين حتى يحرر نفسه ويولد من جديد ..
(4)
الحرية أن تملك قرارك ..
بعيداً عن سلطة القبيلة والحي والخلان ..
بعيداً عن فتاوى الشيخ والخوري والأهل في بعض الأحيان..
ما أسخف أن يوهمك من حولك أنهم – أكثر منك – بنفسك يفهمون..
يشعرون عنك ..
وتفاصيل حياتك يقررون ..
مصلحتك أنت أدرى بها ..
أسمع الجميع .. ودع قيادة حياتك لنفسك..
فأنت من سيدفع الثمن وليسوا هم من سيدفعون ..
(5)
حريتك في أن تعيش اللحظة ..
بلا ندم على الماضي.. بلا قلق على ضياع الفرصة ..
حريتك في أن تحيا اليوم وتترك الغد للغد كي لا تشقى ..
معضلتنا ..
أننا نقضي العمر لنبني ” مستقبلنا ” ..
نضيع أجمل سنوات الربيع لنخزن للشتاء..
نحرم أنفسنا من رائحة الورد.. اللعب بين الأغصان.. وتأمل السماء..
نعاني .. لنجنب أنفسنا – في المستقبل – العناء !!
غباء هذا وأي غباء !
أن نعيش حياتنا كثور عطشان في ساقيه وحوله الماء ..
حريتنا أن نفتح النافذة ونقرر أن نعيش اليوم ونحتفل بالحياة ..
حريتنا أن نكون سعداء محررون من قيود كبلنا بها أنفسنا فما ورثنا إلا الشقاء ..!
الأمم تثور لغد أفضل..
وفي كل منا ثائر غارق في سجن نفسه ينتظر من يمد لها.. طوق النجاة ..