:للقلب والروح
سيشرحونك بالأقاويل..
ومن لن يلومك يا ابنتي سينظر لك .. بشفقة ..
قالت لهم :
مازلت في فترة الخطوبة ..
وفرحتي .. مخطوفة ..
نحن في ربيع علاقتنا .. وعظامي ترتجف من البرد
وحقوقي مغصوبة !!
فكيف سيكون خريف علاقتنا ..
وكيف سأواجه الغد ، وعواصفه ، وخطوبه ..
قالوا لها : اصبري ..
غدا تعيشون في بيت
ويظللكم الود وتختفي مشاكلكم ..
سكتت ؛ وانتظرت حصول.. الأعجوبة ..
(2)
بعد الزواج .. تفاقم العذاب ..
وتحول القلق .. لإضطراب ..
عاملها كعبدة لا شيء.. لا شيء من رغباتها يُجاب ..
كان يُعري بعينيه العابرات في حضرتها ..
فتشعر بأنها ذرة غبار..
وتقزم في عين نفسها وهي من ظنت أن لها جمالا يُهاب ..
كرهته وكرهت حياتها ..
كانت ترى أن الخيانة .. تدق الباب ..
فقالوا لها :
تريدين الطلاق !!
أمرك عجب عُجاب ..!
أنك ضحية الفراغ ..
أنجبي طفلاً .. وطفلين ..
فمعهم ستجدين السعادة وستصلح الأبوة حاله ..
فمثله طائش .. ومثله كان فلان.. وفلان .. وتاب
سكتت وهاجست نفسها :
لا أظن أن الأبوة تُصلح من ساسهُ .. خراب !!
لكني سأنتظر ..
أيعقل ان يكون كل أهلي على خطأ وأنا وحدي .. على صواب ..
(3)
خرجت من بيت والدها في يوم أصفر
.. كانت في النفاس.
قصدت بيتها لتأتي ببعض الحاجات ..
فوجدته وقد فتح ” غرفتها ” لعشيقته ..
وهتك حرمة بيتها بلا حياء ..
عمر إبنته أيام ..
وهاهو يفحش – بعد ولادتها- مع أجنبية بلهاء ..
ماتت يومها سبع مرات ، منعت عن نفسها الزاد والماء ..
كانت تشرب دموعها .. وتأكل قلبها على العشاء..
صرخت بعلو صوتها : كفى
هذا وحش .. عديم الشرف والرجولة والحياء ..
قالوا لها : وإبنتك الصغيرة ؟
أنظري لها .. ستفتح عينيها بلا أب
وذنبها في رقبتك
سامحي وإغفري وهو نادم ويقدم لك فروض الوفاء ..
بعد أسابيع أذعنت ..
تجاهلت صوتها الداخلي الذي وشوش لها:
القادم أسوء ..
وهو غير نادم على خطيئته ..
بل نادم بأنك ” قبضت” عليه ..
لكنها سكتت .. وفضلت العناء على نوع آخر من.. العناء !
(4) كل السنوات ..
لم تزدهما إلا شتات
كانت تعيسة في زواجها وانتقلت عدوى الكآبة لكل مناحي الحياة ..
مرضت بمرض عضال ..
وبعد أن تبخر تأثير الصدمة منه لم يعد يلقى لها وبال ..
قالت لمن حولها :
ما فائدة زوج بلا فؤاد ..
أنه عديم الشيمة ودقت الآن ساعة الفراق ..
قالوا لها : تريدين الطلاق اليوم !!
الآن بعد أربعة عشر عام !!
مسكونة بالجن أنت .. أم بك خبال ..
لديك اليوم ثلاثة أطفال ..
ربما لو اتخذت القرار مبكراً ربما ..
لكان لديك فرصة في تغيير المآل ..
أما الآن فمالك إلا الصبر ..
سكتت وفي عينها ألف صرخة .. وعتب .. وسؤال
طلقته ورمت أيامها معه في مزبلة ..
وحملت لقب ” مطلقة ” !
لم تعش في سعادة لكنها – على الأقل- كانت تضع رأسها وتنام وهي .. مرتاحة البال