:للقلب والروح

شاع الإسم وأصبحت أمام خيارين بلا سكر ..
أما أن تضحك لتعليقاتهن ..
أو تتجهم كالعسكر ..
قالت لها كرامتها :
لا تثوري ..
سخريتهن ولا شفقة بقلبك تموري  ..
نست الكثيرات إسمها ..
وأصبحت ” البتمبه ” إسمها الجديد ..
كان للإسم على سمعها وقع مطارق الحديد ..
تخرجت وحملت معها ندوب الكنية المستعارة ..
ومئات النكت التي ضحكت – معهم- عليها ..
ورماح نظرات حرقتها بناره ..
ومع أول إشارة ..
ذهبت لطبيب وافد لتشفط ما بها من دهون ..
قالوا لها : فاشل هو يا أختاه ..
قالت لهم لا أملك ما يكفى لسواه ..
قالوا لها : إجمعي المال على مهلك ولا تعجلي ..
لكن ” البتمبه ” التي تسكنها لم تقبل الانتظار ..
كانت تلح عليها ليل نهار ..
وفي غرفة العمليات قرر جسدها.. أن ينهار .
دخلت غيبوبة لم تستيقظ منها بعد ..
عضت صديقات الطفولة شفاههن وهن يسمعن الخبر ..
لامها بعضهن ..
وشعر بعضهن بالكدر ..
ولم يخطر ببالهن ..
لم يفكرن بمسئوليتهن عن ما أصابها من كسر ..
************

(2)

سموه ” إبن المصرية ” ..
لا بقصد الإنتقاص منه ..
في قاموسهم كانت تلك .. كنية عادية ..
لكنه وجدها تعبيراً عن اختلافه .. 
خلقت في نفسه غصة وقولبت مزاجه ..
كان لسانه ملونا بكلمات مختلفة ..
وجدوا فيها مستودعاً للنكات ووجدها ثأرا خير له أن يبات ..
قام بالكثير عبر السنوات ..
نجح وتفوق وتميز وصار زوجاً تتمناه لبناتهن العائلات ..
فلما دقت ساعة الزواج ..
فاجئ الجميع بالزواج من أجنبية كاسراً قلوب العذراوات ..
شاء أن يكون مع من تنبذ – بين البشر- الفروقات ..
كان زواجه تمردا..
صرخة في وجه مجتمع لا يحترم الخصوصيات ..
************